نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 377
نحويّ لغويّ عروضيّ ، استنبط من العروض [1] وعلله ما لم يستخرجه أحد ، ولم يسبقه إلى علمه سابق من العلماء كلَّهم . وقيل إنه دعا بمكة أن يرزق علما لم يسبقه إليه أحد ، ولا يؤخذ إلا عنه ، فرجع من حجّة ، ففتح عليه بالعروض [2] . وللخليل بن أحمد قصيدة على « فعلن فعلن » ثلاثة متحركات وساكن . وله قصيدة أخرى على « فعلن فعلن » متحرك وساكن ، فالتى على ثلاثة متحركات وساكن قصيدته التى فيها : < شعر > سئلوا فأبوا فلقد بخلوا * فلبئس لعمرك ما فعلوا أبكيت على طلل طربا * فشجاك وأحزنك الطَّلل < / شعر > والتى على « فعلن » ساكنة العين قوله : < شعر > هذا عمرو يستعفى من * زيد عند الفضل القاضى فانهوا عمرا إنى أخشى * صول الليث العادى الماضى ليس المرء الحامى أنفا * مثل المرء الضّيم الراضى < / شعر >
[1] العروض : ميزان الشعر ؛ سمى بذلك لأن الشعر يعرض عليه فيظهر المتزن من المنكسر ؛ أو لأنه ناحية من العلوم ، والعروض : الناحية ؛ أو لأن الخليل ألهم هذا العلم بمكة ، والعروض من أسمائها . [2] قال حمزة الأصفهانيّ : إن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التى لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل ، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض ؛ الذى لا عن حكيم أخذه ، ولا على مثال تقدّمه احتذاه ، وإنما اخترعه من ممرّ له بالصفارين ، من وقع مطرقة على طست . وروى ابن خلكان أن الخليل كان يقطَّع بيتا من الشعر ، فدخل عليه ولده في تلك الحالة ، فخرج إلى الناس وقال : إن أبى قد جنّ ، فدخل الناس عليه ، وهو يقطَّع البيت ، فأخبروه بما قال ابنه ، فقال له : لو كنت تعلم ما أقول عذرتنى * أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا لكن جهلت مقالتى فعذلتنى * وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
377
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 377