responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 338


ثم إن المنافسة أوقعت بينهما ، وتخارجا في الهجاء ، وعمل ابن رشيق عدة تصانيف [1] في الردّ عليه وإخراج معايب أقواله ، سأستوفى لمحها وملحها في كتابى الذى أسميه الأنيق في أخبار ابن رشيق بمشيئة اللَّه وعونه .
ولم يزل ابن رشيق على ما هو عليه من إقامة سوق الأدب ، والتنبيه على فضل لغة العرب ، بما يصنّفه فيها ويؤلفه ، ويحرّره ويرصفه ، مرة في لغتها ، ومرة في معانيها الواردة في أشعارها وأمثالها وأخبارها إلى أن هجم العرب على القيروان [2] ، وقتلوا من بها ، وخرّبوا منازلها ، وانتهبوا أموالها ؛ فعند ذلك فرّ عنها إلى ساحل البحر المغربيّ ، ولم يمكنه المقام هناك ، فعدّى البحر إلى جزيرة صقلَّيّة ، ونزل بمازر [3] إحدى مدنها على أميرها ومتوليها ابن مطكود [4] ، فأكرمه واختصّه ، وقرأ عليه كتبه . ومن جملة ما رأيته من قراءاته عليه كتاب العمدة في صنعة الشعر ، وهو أجلّ كتبه وأكبرها . ورأيت خطَّ ابن رشيق على نسخة منها ، ولم يزل عنده إلى أن مات بمازر في حدود سنة خمسين [5] وأربعمائة - رحمه اللَّه تعالى .



[1] ذكر منها ابن شاكر الكتبى في كتاب الفوات ( 2 : 2550 ) : رسالة ساجور الكلب ، ورسالة قطع الأنفاس ، ورسالة نجح الطلب ، ورسالة رفع الأشكال ودفع المحال ، ورسالة فسخ الملح ونسخ اللمح . وذكر صاحب البساط منها في ص 90 : رسالة نقض الرسالة الشعوذية والقصيدة الدعية ، والرسالة المنقوضة . ونقل عن الصلاح الصفديّ قوله : « وقفت على هذه المصنفات والرسائل جميعها ، فوجدتها تدل على تبحره في الأدب وإطلاعه على كلام الناس ونقله لموادّ هذه الفن وتبحره في النقل » .
[2] لما انحرف المعز بن باديس عن المذهب الشيعى ، رماه المستنصر باللَّه الفاطميّ بعرب هلال ، وهم زغبة ورياح والأثبج ، فدخلوا إفريقية ، وأخرجوا ابن باديس من القيروان ، وذلك سنة 447 . ابن خلدون ( 6 : 159 ) .
[3] مازر : من مدن صقلية ، وإليها ينسب أبو عبد اللَّه المازريّ ، شارح صحيح مسلم .
[4] في الأصل : « مطلود » ، وهو تصحيف عما أثبّته ، وتكتب الكلمة أيضا « متكود ، ومدكود » . وانظر معجم السفر ( 1 : 158 ) ، ( 2 : 287 ) ، وهو القائد أبو محمد الحسن بن عمر ابن مطكود . ذكره العماد في الخريدة ( 11 : 71 ) ، وأورد له شعرا .
[5] في معجم الأدباء وبغية الوعاة وشذرات الذهب أن وفاته كانت سنة 456 . وذكر ابن خلكان ان وفأته كانت سنة 463 ، ثم قال بعد ذلك : « ورأيت بخط بعض الفضلاء أنه توفى سنة 456 بمازر . والأوّل أصح » .

338

نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست