responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 258


وكان أبو عمرو في مجلس سعيد بن سلم الباهليّ [1] ، وفيه الأصمعيّ ، فأنشد الأصمعى بيت الحارث بن حلَّزة :
< شعر > عننا باطلا وظلما كما تع‌ * نز عن حجرة الرّبيض الظَّباء [2] < / شعر > فقال للأصمعيّ : وما معنى « تعنز » ؟ قال : تنحّى ، ومنه قيل : « العنزة » التى كانت تجعل قدّام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم . فقال أبو عمرو : الصواب « كما تعتر عن حجرة الرّبيض » ، أى تنحر فتصير عتائر [3] . فوقف الأصمعيّ ، فقال أبو عمرو : واللَّه لا تنشد بعد اليوم إلا « تعتر » .
قال يونس بن حبيب : دخلت على أبى عمرو الشيبانيّ ، وبين يديه قمطر فيه أمناء [4] من الكتب يسيرة ، فقلت له : أيّها الشيخ ، هذا جميع عملك ! فتبسم إليّ ، وقال : إنه من صدق كثير .



[1] هو سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم الباهليّ ، بصريّ الأصل . سكن خراسان ، وولاه السلطان بعض الأعمال بمرو ، ثم قدم بغداد ، وسمع عبد اللَّه بن عون وطبقته ، وحدث بعد ذلك ، وروى عنه محمد ابن زياد بن الأعرابيّ ، وله أخبار طريفة ، ذكر الخطيب شيئا منها في تاريخ بغداد ( 9 : 74 ) .
[2] عننا ، اسم مصدر ؛ من عنّ بمعنى اعترض ، والحجرة : الناحية يكون فيها الغنم . والبيت في اللسان : ( 17 : 163 ) .
[3] قال التبريزيّ في شرح المعلقات ص 260 عند ذكر هذا البيت : « أصل العتر : الذبح في رجب ، والعرب كانت تنذر النذر ، فيقول أحدهم : إن رزقنى اللَّه مائة شاة ذبحت عن كل عشرة شاة في رجب ، ويسمى ذلك العتيرة ، فربما بخل أحدهم بما نذر ، فيصيد الظباء ، فيذبحها عوضا عن الشاة ؛ فالمعنى أنكم تطالبوننا بذنوب غيرنا ، كما ذبح أولئك الظباء عن الشاة » .
[4] الأمناء : جمع منا ، بفتح الميم ، وهو الكيل أو الميزان الذى يوزن به . ويريد أن بالقمطر قدرا يسيرا من الكتب .

258

نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست