روى عنه محمد بن العباس اليزيديّ ، وعلى بن سليمان الأخفش ، وإبراهيم بن محمد بن عرفة الأزديّ ، وأبو بكر الأنباريّ ، وعبد الرحمن بن الزّهريّ ، وأبو عمر الزاهد ، وغيرهم .
وكان ثقة حجة صالحا ديّنا مشهورا بالحفظ [1] وصدق اللَّهجة ، والمعرفة بالغريب ورواية الشعر القديم ، مقدّما عند الشيوخ مد هو حدث . ويقال : إنّ أبا عبد اللَّه الأعرابيّ كان يشكّ في الشىء فيقول : ما عندك يا أبا العباس في هذا ! ثقة بغزارة حفظه .
ولد في سنة مائتين . وكان يقول : طلبت العربية واللَّغة في سنة ست عشرة ومائتين ، وابتدأت بالنظر في حدود [2] الفرّاء [3] وسنّى ثمان عشرة سنة ، وبلغت خمسا وعشرين سنة ، وما بقى عليّ مسألة للفرّاء إلا وأنا أحفظها ، وأحفظ موضعها من الكتاب ، ولم يبق شىء من كتب الفرّاء في هذا الوقت إلَّا قد حفظته .
قال : سمعت من عبيد اللَّه بن عمر القواريريّ مائة ألف حديث . وقال : مات معروف الكرخيّ سنة مائتين ، وفيها ولدت .

[1] في الأصل : « الحظ » ، وصوابه من مراتب النحويين .
[2] سماه صاحب كشف الظنون : « حدود الإعراب » ، وقال : « ذكر فيه ستا وأربعين حدا في الإعراب » .
[3] في الأصل : « القراءة » ، وهو تحريف ، صوابه عن كتاب طبقات الزبيديّ ، والعبارة مذكورة فيه .

174