نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 145
قال الأزهريّ : « قلت أنا : قد اعترف البشتيّ بأنّه لا سماع له في شىء من هذه الكتب ، وأنه نقل ما نقل إلى كتابه [1] [ من صحفهم [2] ] ، واعتلّ [3] بأنه لا يزرى ذلك بمن عرف الغثّ من السمين . وليس كما قال ، لأنه اعترف بأنه صحفيّ ، [4] [ والصّحفيّ ] [5] إذا كان رأس ماله صحفا قرأها ، فإنه يصحّف فيكثر ؛ وذلك أنه يخبر عن كتب لم يسمع [6] بها ، ودفاتر لا يدرى : أصحيح ما كتب فيها أم لا ! وإنّ أكثر ما قرأنا من الصّحف الَّتى لم تضبط بالنقط [7] الصحيح ، ولم يتولّ تصحيحها أهل المعرفة لسقيمة لا يعتمد عليها [8] إلا جاهل . وأما قوله : إن غيره من المصنّفين رووا في كتبهم عمّن لم يسمعوا منه ، مثل أبى تراب والقتيبيّ [9] فليس رواية هذين الرجلين عمّن لم يرياه حجة له ، لأنهما وإن كانا لم يسمعا من كلّ من رويا عنه فقد سمعا من جماعة من الثقات المأمونين ؛ فأما أبو تراب فإنه شاهد أبا سعيد الضّرير سنين كثيرة ، وسمع منه كتبا جمّة ، ثم رحل إلى هراة ، فسمع من شمر بعض كتبه . هذا ، سوى ما سمع من الأعراب الفصحاء لفظا ، وحفظه عن أفواههم خطابا ، فإذا ذكر رجلا لم يره ، ولم يسمع منه سومح فيه ، وقيل : لعلَّه حفظ ما رأى له في الكتب من جهة سماع ثبت له ، فصار قول من لم يره تأييدا لما كان سمعه من غيره ، كما يفعل علماء المحدّثين ، فإنهم إذا صحّ لهم في الباب حديث رواه لهم الثقات أثبتوه واعتمدوا عليه ، ثم ألحقوا به ما يؤيّده من الأخبار التى أخذوها إجازة .
[1] في الأصل : « كتبهم » ، وهو تحريف ، وصوابه ما أثبته عن التهذيب . [2] زيادة من التهذيب . [3] في الأصل : « ما أغفل » ، وصوابه عن التهذيب . [4] الصحفيّ : من يأخذ العلم من الصحيفة ؛ لا عن أستاذ ، وهو منسوب إليها بحذف الياء . [5] زيادة من التهذيب . [6] في التهذيب : « لم يسمعها » . [7] المراد بالنقط هنا الشكل . [8] في التهذيب : « لا يعتمدها » . [9] في الأصل : « والبشتيّ » ، وهو خطأ .
145
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 145