responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر نویسنده : مجد الدين ابن الأثير    جلد : 0  صفحه : 10


الدين سنة ( 589 ه‌ ) [1] اتصل بخدمة الأتابك عز الدين مسعود بن مودود [ وولي ديوان الإنشاء له ] [2] إلى أن توفى عز الدين فاتصل بخدمة ولده نور الدين أرسلان شاه ، فصار واحد دولته حقيقة ، بحيث إن السلطان كان يقصد منزله في مهام نفسه ، لأنه أقعد في آخر زمانه ، فكانت الحركة تصعب عليه ، فكان يجيئه بنفسه أو يرسل إليه بدر الدين لؤلؤ الذي هو اليوم أمير الموصل " .
وكان أبو السعادات ذا دين متين ، فلم تبهره أضواء الحكم ، ولم تثنه عما أخذ به نفسه من الدرس والتحصيل . وقد أراد نور الدين أن يستخلصه لنفسه ، فعرض عليه الوزارة غير مره فرفضها ، وهي منصب خطير تعشو إليه الأنظار وتعنو له الجباه .
قال ياقوت : " حدثني أخوه المذكور قال : حدثني أخي أبو السعادات قال : لقد ألزمني نور الدين بالوزارة غير مرة وأنا أستعفيه ، حتى غضب منى وأمر بالتوكيل بي . قال : فجعلت أبكى ، فبلغه ذلك فجاءني وأنا على تلك الحال ، فقال لي : أبلغ الأمر إلى هذا ؟ ما علمت أن رجلا ممن خلق الله يكره ما كرهت ! فقلت : أنا يا مولانا رجل كبير ، وقد خدمت العلم عمرى ، واشتهر ذلك عنى في البلاد بأسرها ، وأعلم أنني لو اجتهدت في إقامة العدل بغاية جهدي ما قدرت أودي حقه ، ولو ظلم أكار [3] في ضيعة من أقصى أعمال السلطان لنسب ظلمه إلى ، ورجعت أنت وغيرك باللأئمة على ، والملك لا يستقيم إلا بالتسمح في العسف ، وأخذ هذا الحق بالشدة ، وأنا لا أقدر على ذلك . فأعفاه . وجاءنا إلى دارنا فخبرنا بالحال ، فأما والده وأخوه فلاماه على الامتناع ، فلم يؤثر اللوم عنده أسفا " .
وهكذا سارت حياة أبي السعادات بين عزوف عن الدنيا ، وإقبال على العلم ، ورغبة في المعرفة ، واستكثار من الخير والبر ، حتى عرض له مرض النقرس فأبطل حركة يديه ورجليه ، بحيث صار يحمل في محفة . ولقد قابل رحمه الله هذه المحنة بقلب راض ونفس مطمئنة ، ورأي فيها الفرصة للبعد عن ضوضاء الناس ولهوهم ، والفراغ إلى الدرس والتصنيف .



[1] فليس صحيحا إذن ما ذكره ناشر جامع الأصول في مقدمته من أن الأمير مجاهد قبض على ابن الأثير وسجنه . فالمقبوض عليه هو مجاهد الدين نفسه ، قبض عليه عز الدين مسعود لما تولى بعد أخيه سيف الدين . انظر ص 7 ، 8 ج 1 من " جامع الأصول " وقارنه بما جاء في وفيات الأعيان 3 / 247 ، 289 ، ومعجم الأدباء 17 / 72 .
[2] زيادة من طبقات الشافعية .
[3] الأكار : الحراث .

المقدمة 10

نام کتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر نویسنده : مجد الدين ابن الأثير    جلد : 0  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست