نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده جلد : 1 صفحه : 106
غَيَّق ذلك الأمْرُ بصري ، حَيرَّه وذَهَبَ به وأنشد : لا تَحْسِبَنَّ الخَنْدَقَيْنِ والحَفَرْ * آذِىَّ أوْراد يُغَيِّقْن البَصَرْ أبو عبيد ، حَرِجَت العين ، حارَتْ وأنشد : * وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حِينَ تَنْتَقِبُ * ثابت والسَّدَرُ ، مثلُ الغَشْي يَجِدُه في عينه كالوَجْءِ ، صاحب العين ، سَدِر بصرُه سَدَراً فهو سَدِر ، ثعلب ، وقد أَسْدَرَه الداءُ ، صاحب العين كلُّ ما مَنَع بَصَراً من شيء فقد أخْدَره ، أبو عبيد ، قَدِعَت عَيْنُه قَدَعاً ضَعُفَت من طُولِ النظر إلى الشيء ، ابن دريد ، خَسأَ بصرُه يَخْسَأُ خسْأً وخُسُوأً سَدِر ، وقال : مَدِشَت عينُ الرجل مَدَشاً أظلمت من جُوع أو حَرِّ شمس والرجُل مَدِشٌ ، ابن دريد ، مَتِشَت عينُه مَتَشاً ، كَمَدِشَت ورجل أَمْتَشُ وامرأة مَتْشاءُ والمَتَشُ ، سوءٌ في البصر ورجل أمْتَشُ ويقال غَيْهَقَت عَيْنُه ، ضَعُف بصرُها والكَمَهُ الظُّلْمَة تَطْمِس على البصر كَمِهَ الرجلُ فهو أكْمَهُ وربما قالوا كَمِهَ النهارُ ، إذا اعترضَتْ في الشمس غُبْرة وكَمِهَ الإنسانُ تَغيَّر لونُه وربما قالوا للُمْستَلَب العقل أكْمَه وقد تقدّم أن الأكَمَه الذي يُولَدُ أعْمى والكَمْنةُ ظُلْمة تَحْدُث في العين رجل مَكْمُون وللكُمْنة مواضِعُ أُخَرُ سنأْتي عليها إن شاء الله ، ابن دريد ، تَطَرْفَشت عينُه ، اظلم بصرُها وادْرَهَمَّ بصره أظلَمَ ، أبو زيد ، سُكِّرَ بصرُه ، غُشيَ عليه من قوله عز وجلَّ : " إنَّما سُكِّرَتْ أبْصارُنَا وأصل ذلك من التَّسْكِير الذي هو السَّدُّ سَكَرت النهرَ وسَكَّرْته . قال أبو عبيدة : في قوله تعالى : " سُكِّرَت أبصارُنا " غُشِّيت قال : وقد قرأ سُكِرتْ ، قال أبو علي : وكأن معنى سُكِّرت لا يَنْفُذُ نورُها ولا تُدْرِك الأشياءَ على حقيقتها وكان معنى الكلمة انقطاع الشيء عن سَنَنه الجاري فمن ذلك سَكْر الماء وهو ردُّه عن سَنِّنه في الجَرْية وقالوا التَّسْكير في الرأي قبل أن يَعْزِم على شيء فإذا عَزَم الأمرُ ذهب التَّسْكيرُ ومنه السُّكْر في الشراب إنما هو أن يَنْقطع عما كان عليه من المَضَاء في حال الصَّحو فلا ينفُذ رأيُه ونظرهُ على حدِّ نفاذه في صَحْوه وقال سَكْرانُ لا يَبُتُّ فعبَّروا عن هذا المعنى به ووجه التثقيل أن الفِعلَ مسندٌ إلى
106
نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده جلد : 1 صفحه : 106