نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 81
319 الفرق بين الانظار والتأخير [1] : قد فرق بينهما بأن الانظار : إمهال لينظر صاحبه في أمره ، خلاف التقديم . ويرشد إليه قوله تعالى حاكيا عن هود عليه السلام مخاطبا لقومه : " فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون " [2] . ( اللغات ) . 320 الفرق بين الانعام والاحسان : أن الانعام لا يكون إلا من المنعم على غيره لأنه متضمن بالشكر الذي يجب وجوب الدين ، ويجوز إحسان الانسان إلى نفسه تقول لمن يتعلم العلم أنه يحسن [3] إلى نفسه ولا تقول منعم على نفسه ، والاحسان متضمن بالحمد ويجوز الحامد لنفسه ، والنعمة متضمنة بالشكر ولا يجوز شكر الشاكر لنفسه لأنه يجري مجرى الدين ولا يجوز أن يؤدي الانسان الدين إلى نفسه ، والحمد يقتضي تبقية الاحسان إذا كان للغير ، والشكر يقتضي تبقية النعمة ، ويكون من الاحسان ما هو ضرر مثل تعذيب الله تعالى أهل النار ، وكل من جاء بفعل حسن فقد أحسن ، ألا ترى أن من أقام حدا فقد أحسن وان أنزل بالمحدود ضررا ، ثم استعمل في النفع والخير خاصة فيقال أحسن إلى فلان إذا نفعه ولا يقال أحسن إليه إذا حده ويقولون للنفع كله إحسانا ولا يقولون للضرر كله إساءة ، فلو كان معنى الاحسان هو النفع على الحقيقة لكان معنى الإساءة الضرر على الحقيقة لأنه ضده ، والأب يحسن إلى ولده بسقيه الدواء المر ، وبالفصد والحجامة ، ولا يقال ينعم عليه بذلك ويقال أحسن إذا أتى بفعل حسن ولا يقال أقبح إذا أتى بفعل قبيح اكتفوا بقولهم أساء ، وقد يكون