نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 520
وهذا الجوهر سمي نفسا باعتبار تعلقه بالبدن ، وهي النفس الناطقة ، ويسمى عقلا باعتبار نسبته إلى عالم القدس لما فيه من معنى الاشتقاق . قال بعض الأفاضل : العقل يطلق في كلام العلماء على عشرة معان . وفي الأحاديث على ثلاثة معان : أحدها : الطبيعة التي خص بها الانسان يميز بها بين الخير والشر . ويقابلها الجنون ، وأدنى مراتبه مناط التكليف ، وهو موجود في المؤمن والكافر . وثانيها : الطبيعة التي بها مناط السعادة الأخروية ، وهي القوة الداعية إلى الخيرات الصارفة عن اكتساب السيئات . وإليه أشار الصادق عليه السلام بقوله : " من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة . " وقوله عليه السلام : " العقل : ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان " . وثالثها : ما كان بمعنى العلم أخذا من التعقل وهو المعنى المقابل للجهل . كما في قول الرضا عليه السلام : " صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله " . ومثله حديث العقل ، وجنوده ، والجهل وجنوده . وأما النفس : فتطلق على النفس الناطقة كما عرفت ، وهي المعبر عنها بقولك : ( أنا ) . وهي التي عنى الله سبحانه [ 21 / أ ] بقوله تعالى : " أن النفس بالنفس " [1] . وعلى العقل كما عرفت باعتبار تعلقه بالبدن ، وهي النفس الناطقة . وعلى القوة الداعية إلى الشرور ، والموقعة صاحبها في المحذور . وهي التي