نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 410
الثالث : قوله تعالى : " أما السفينة فكانت لمساكين " [1] فقد أثبت للمسكين مالا ، وبه قال ابن حمزة ، وابن البراج ، وابن إدريس . وقال الشيخ في النهاية : المسكين أسوأ حالا لوجوه : الأول : التأكيد به . فإنه يقال : فقير مسكين ، ولا يقال العكس . والتأكيد إنما يكون بالأقوى . الثاني : قوله تعالى : " أو مسكينا ذا متربة " [2] وهو المطروح على التراب لشدة الاحتياج . الثالث : ما رواه أبو بصير . [ عن المعصوم عليه السلام ] قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قول الله عز وجل : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين " [3] . قال : الفقير : الذي لا يسأل الناس ، والمسكين : أجهد منه ، والبائس أجهدهم . قال شيخنا البهاء [4] طاب ثراه : قوله : " الفقير الذي لا يسأل الناس " . الظاهر أنه كناية عن أن له مالا أو كسبا في الجملة ، وهو [5] يقنع به . وكان قاصرا عن مؤونته ، ولا يسأل الناس . وقوله : " المسكين أجهد منه " أي : أشق حالا . والجهد : - بالفتح - المشتقة بمعنى أنه لا مال له ولا كسب أصلا . وعلى هذا فيشكل جعل البائس أجهد منه . اللهم إلا أن يعتبر فيه الضعف البدني كالزمانة ونحوها . انتهى كلامه ، رفع مقامه .
[1] الكهف 18 : 79 . [2] البلد 90 : 16 . [3] التوبة 9 : 60 . [4] سبقت ترجمته . وهو بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول وغيره . [5] في ط : وهو كان يقنع به .
410
نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 410