نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 134
قوله سبحانه : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " [1] . على أن المراد نظرها إلى رحمة ربها ، أو انتظارها لنعمته وجنته . وحمل قوله سبحانه : " وجاء ربك والملك صفا " [2] على أن المراد والمجئ أمر الرب أو جنوده وملائكته الفعالة لقيام الأدلة القاطعة على امتناع الرؤية [3] ، والمجئ والذهاب وأمثالهما عليه سبحانه انتهى . أقول : لا يخفى أن غاية ما يتحصل من هذه الأقاويل يتخلص من هذه التفاصيل أن : التأويل له مزية زائدة على التفسير ، ويرشد إليه قوله تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " [4] حيث حصر سبحانه علم التأويل في جنابه تعالى ومن رسخ في العلم قدمه واستضاء في طريق التحقيق علمه ، ووقع على عجائب ما أودع فيه من الاسرار ، وأطلع على تفاصيل ما اشتمل عليه من الاحكام والآثار . وقد دعا النبي صلى الله عليه وآله لابن عباس وقال [5] : " اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل " . فلو لم يكن للتأويل مزيد فضل لم يكن لتخصيص ابن عباس بذلك مع جلالة قدره ، وعظيم شأنه [6] ، مزيد فائدة [7] . ( اللغات ) 512 الفرق بين التفصيل والتقسيم : أن في التفصيل معنى البيان عن كل قسم بما يزيد على ذكره فقط والتقسيم يحتمل الامرين ، والتقسيم يفتح المعنى
[1] القيامة 75 : 22 - 23 . [2] الفجر 89 : 22 . [3] هذا ما اختاره المصنف من الأقوال . وللعلماء والمفسرين أقوال أخرى في رؤية الباري عز وجل يوم القيامة بين مثبت لرؤيته تعالى ومنكر والأدلة مفصلة في مظانها الكثيرة . [4] آل عمران 3 : 7 . [5] روى الإمام أحمد في مسنده ( 1 : 266 ) من حديث سعيد بن جبير . ابن عباس " أن رسول الله وضع يده على كتفي أو على منكبي - شك سيد - ثم قال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " . [6] ( وعظيم شأنه ) في خ فقط . [7] في ط : مزيد فضل .
134
نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 134