وصار باقي [1] الجزء من عصيره * إلى سرار الأرض أو قعوره يعني العصير ما بقي من الرطب في بطون الأرض ، ويبس ما سواه . وكل شيء عصر ماؤه فهو عصير ، بمنزلة عصير العنب حين يعصر قبل أن يختمر . والاعتصار أن تخرج من إنسان مالا بغرم أو بوجه من الوجوه . قال [2] : فمن واستبقي ولم يعتصر * من فرعه مالا ولا المكسر مكسره لشيء أصله ، يقول : من على أسيره فلم يأخذ منه مالا من فرعه ، أي : من حيث تفرع في قومه ، ولا من مكسره ، أي : أصله ، ألا ترى أنك تقول للعود إذا كسرته : إنه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشعر فوصف به أصله وفرعه . والاعتصار أن يغص الإنسان بطعام فيعتصر بالماء ، وهو شربه إياه قليلا قليلا ، قال الشاعر [3] لو بغير الماء حلقي شرق * كنت كالغصان بالماء اعتصاري أي : لو شرقت بغير الماء ، فإذا شرقت بالماء فبما ذا أعتصر ؟ والجارية إذا حرمت عليها الصلاة ، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أعصرت فهي معصر ، بلغت عصر شبابها . واختلفوا فقالوا : بلغت عصرها وعصرها وعصورها . قال [4] . . . * وفنقها المراضع والعصور
[1] في ط و س وعن س ( فيما يبدو ) في ( م ) : وضاربا في وهو تصحيف والصواب ما في الأصل ( ص ) وهو ما أثبتناه ، ورواية التهذيب تطابقه . وفي اللسان : وصار ما في . . . [2] لم يقع لنا القائل ، والبيت في اللسان وفي التاج ( كسر ) وهو منسوب فيهما إلى الشويعر ، والرواية في التاج : ولم يعصر . [3] القائل هو عدي بن زيد . ديوانه ق 17 ب 5 ص 93 . والبيت في التهذيب 2 / 15 وفي المحكم 1 / 267 . [4] لم نقف على القائل . والشطر في اللسان ، وفي التاج ( عصر ) ولم ينسب فيهما . وفنق ، أي : نعم . وهذه الكلمة في ط : وقفتها ، وفي س : ووقفتها . وفي م : وقضتها وهذا كله تصحيف .