responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحاح نویسنده : الجوهري    جلد : 0  صفحه : 21


فأجبته : بلى ، إنه مبتكر ورائد ، ولكني لم أعده صاحب مدرسة ، لأنها غير متبوعة ، ولم يأت من اتبع منهجه !
وعندما صدرت الطبعة اليمنية نقدتها في مجلة " الرسالة " [1] القاهرية ، وأشرت إلى طبعة ليدن التي حققها زترستين ، وكلتا الطبعتين لم تستغرق من معجم نشوان الا جزءا يسيرا ، وطبعة اليمن مزدحمة بمئات الغلطات ، وغير محققة بتة ، وخير منها طبعة زترستين .
ومنهج نشوان بن سعيد الحميري الذي لم يتبعه أحد بعده قد وضحه هو نفسه في مقدمة معجمه إذ قال :
" وقد صنف العلماء رحمهم الله تعالى في ذلك كثيرا من الكتب ، وكشفوا عنه ما يستر من الحجب ، واجتهدوا في حراسة ما وضعوه ، وما حفظوه ، وصنفوا من ذلك وجمعوه ، ورووه عن الثقات وسمعوه ، فمنهم من جعل تصنيفه حارسا للنقط . وضبطه بهذا الضبط ، ومنهم من حرس تصنيفه بالحركات بأمثلة قدروها ، وأوزان ذكروها ، ولم يأت أحد منهم بتصنيف يحرس جميع النقط والحركات ، ويصف كل حرف مما صنفه بجميع ما يلزمه من الصفات ، ولا حرس تصنيفه من النقط والحركات الا بأحدهما ، ولا جمعهما في تأليف لتباعدهما ، فلما رأيت ذلك ورأيت تصحيف الكتاب والقراء ، وتغييرهم ما عليه كلام العرب من البناء حملني ذلك على تصنيف يأمن كاتبه وقارئه من التصحيف ، بحرس كل كلمة بنقطها وشكلها ، وبجعلها مع جنسها وشكلها ، وبردها إلى أصلها ، وجعلت فيه لكل حرف من حروف المعجم كتابا ، ثم جعلت لكل حرف معه من حروف المعجم بابا ، ثم جعلت كل باب من تلك الأبواب شطرين : أسماء وأفعالا ، ثم جعلت لكل كلمة من تلك الأسماء والافعال وزنا ومثالا ، فحروف المعجم تحرس النقط ، وتحفظ الخط ، والأمثلة حارسة الحركات والشكل ، ورادة كل كلمة من بنائها إلى الأصل ، فكتابي هذا يحرس النقط والحركات جميعا ، ويدرك الطالب فيه ملتمسه سريعا ، بلا كد مطية غريرية [2] ، ولا إتعاب خاطر ولا روية ، ولا طلب شيخ يقرأ عليه ، ولا مفيد يفتقر في ذلك إليه ، فشرعت في تصنيف هذا الكتاب ، مستعينا بالله رب الأرباب ، طالبا لما عنده من الأجر والثواب ، في نفع المسلمين ، وإرشاد المتعلمين ، وكان جمعي له بقوة الله عز وجل وحوله ،



[1] العددان : 949 و 950 الصادران في 9 و 17 ذي القعدة سنة 1370 ه‌ ( 10 و 17 سبتمبر سنة 1951 ) السنة التاسعة عشرة .
[2] جاء في طبعة زترستين وطبعة اليمن : " غريزية " وهو خطأ ، صوابه : " غريرية " نسبة إلى الغرير : فحل من فحول العرب ، وعندما كتب العلامة الشيخ عبد القادر المغربي كلمة عن " شمس العلوم " بمجلة المجمع العلمي بدمشق ، كنت في زيارة المجمع ، وكانت بيده تجربة مقاله ، وأطلعني عليها ، ولم يفطن إلى خطأ " غريزية " فذكرت له الصواب فسر - رحمه الله - وذكر ما رأيته من الصواب ، ودفعته أمانته إلى نسبة ذلك إلي ، وعدل مقاله .

مقدمة الكتاب 21

نام کتاب : الصحاح نویسنده : الجوهري    جلد : 0  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست