نام کتاب : الصحاح نویسنده : الجوهري جلد : 0 صفحه : 11
والأستاذ العطار أغنانا بما كتب في مقدمته العظيمة عن وصف الصحاح ، فهو لم يترك مجالا لقائل أو كاتب أو باحث . فهو قد درس الصحاح وأعطاه حقه فوفاه القول والبحث ، وذكر ما له وما عليه ، وقدم دراسة بكرا لم يسبق إليها ، وحشد من آرائه الصائبة وبحوثه المبتكرة ما ملا به أكثر من خمسين ومائتي صفحة [1] جديرة بالاطلاع عليها والاهتمام بها من قبل العلماء والأدباء والمفكرين . والحق أن هذا الكتاب أو المقدمة تعد أول بحث علمي في بلادنا ، يقوم على قواعد محكمة ، ومنهج علمي دقيق ، تشارك به بلادنا شقيقاتها ، فليس في هذا البحث فضول من القول ، بل كله بحث وعلم ، وأسلوب المؤلف في مقدمته أسلوب عربي رائع رصين ، وبيانه آية في الروعة والجمال . وحسبنا أنه أسلوب العطار وبيان العطار . وينتهي الكتاب أو المقدمة بفهارس في منتهى الدقة وجمال الترتيب ، والفهارس الموضوعة هي : فهرس الاعلام ، وفهرس ، الأماكن والبلدان ، وفهرس الطوائف والأجناس ، وفهرس الكتب الواردة أثناء البحث ، وفهرس المراجع ( 1 ) . أما المقدمة التي كتبها أديب العربية الكبير الأستاذ العقاد . فهي آية في البحث العلمي ، وذكر الأستاذ العقاد آراء آية في القوة والصواب والروعة ، وليس غريبا على الكاتب الجبار أن يبدع القول فيما كتب ، فالعقاد - دائما - يمتح من فكره وقلبه ومنطقه ، وما كتبه في مقدمته " المركزة " خلاصة دراساته في الآداب والعلوم والفنون نصف قرن ، والعقاد من أقوى علماء العربية المعاصرين ، ومن أعظمهم اطلاعا على أصول العربية وأسرارها ونوادرها ، وبحوثه فيها بحوث ناضجة لا تتاح إلا لمن كان في مثل ثقافته الواسعة وذهنه الجبار .
[1] قبل أن تصدر " مقدمة الصحاح " مع الصحاح ظهرت في كتاب مستقل تحت عنوان " الصحاح ومدارس المعجمات العربية " وتقع في 284 صفحة وملحق بها الفهارس التي أشار إليها جلالته .
مقدمة الكتاب 11
نام کتاب : الصحاح نویسنده : الجوهري جلد : 0 صفحه : 11