* ( وهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ويَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ) * [1] . وأخبرنا عبد اللَّه بن محمد قال : حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا عبد اللَّه بن موسى قال : حدثنا إسرائيل [2] عن خصيف [3] عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى : * ( الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها ) * قال : كل نفس لها سبب تجري فيه ، فإذا قضي عليها الموت نامت حتى ينقطع السبب ، والتي لم يقض عليها الموت تترك . والروح أيضا خلق يشبهون الناس وليسوا بناس ، قال اللَّه تعالى : * ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ والْمَلائِكَةُ صَفًّا ) * [4] ، أراد بالروح : هؤلاء الذين وصفناهم . وحدثنا محمد بن يونس قال : حدثنا أبو عاصم [5] عن معروف المكي [6] عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : الروح خلق مع الملائكة لا تراهم الملائكة كما لا ترون أنتم الملائكة . ويقال الروح جبريل عليه السّلام . وأخبرنا أحمد بن الحسين قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي صالح ، قال : الروح خلق من خلق اللَّه لهم أيد وأرجل . والروح ، في غير هذا : الوحي ، كقوله تعالى : * ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِه عَلى مَنْ يَشاءُ ) * [7] ، أي يلقي الوحي من أمره . هذا مذهب أبي عبيدة ، وعليه أكثر أهل العلم ، وشاهده : * ( وكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ) * [8] ، ومثلهما : * ( وكَلِمَتُه أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْه ) * [9] ، معناه : ووحي منه . وقال ابن قتيبة : معناه : ونفخ منه ، وذلك أن اللَّه تعالى أمر جبريل فنفخ في جيب درع مريم فحملت بعيسى - عليه السّلام - ، واحتج بقول ذي الرمة [10] يصف وقع الشرر في
[1] الأنعام 60 . [2] إسرائيل بن يونس ، ت 162 ه - . ( تهذيب التهذيب 1 / 261 ) . [3] خصيف بن عبد الرحمن ، ت نحو 107 ه - . ( تهذيب التهذيب 3 / 143 ) . [4] النبأ 38 . [5] هو الضحاك بن مخلد ، سلفت ترجمته . [6] معروف بن خربوذ المكي . ( تهذيب التهذيب 10 / 231 ) . [7] غافر 15 . [8] الشورى 52 . [9] النساء 171 . [10] ( 10 ) ديوانه 1428 - 31 وفيه : واقتته لها قيتة ، وظاهر لها من يابس الشخت . والشخت ما دق من الحطب . ورواية الديوان أصوب لعجز البيت الثاني .