على الفتحة والكسرة إذ كانت الظروف تفتح وتكسر ، فيقال : جلست عندك وخرجت من عندك ، قال الشاعر [1] : < شعر > إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن * لقاؤك إلا من وراء وراء < / شعر > فضم وراء للعلل التي وصفناها . وقال الآخر : < شعر > ينجى به من فوق فوق وماؤه * من تحت تحت سريّه يتغلغل [2] < / شعر > وقال الآخر : < شعر > فلو أنّ قومي لم يكونوا أعزّة * لبعد لقد لاقيت لا بدّ مصرعا [3] < / شعر > ومن العرب من يقول : * ( لِلَّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ) * ، قال الشاعر : < شعر > ومن قبل نادى كل مولى قرابة * لقد عطفت مولى علينا العواطف [4] < / شعر > فمن أخذ بهذه اللغة قال : أما بعد فقد كان كذا وكذا ، فيفتح الدال بناء على فتحها في الإضافة . ومنهم من يقول : للَّه الأمر قبلا وبعدا ، و * ( لِلَّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ) * . فمن أخذ بهذين الوجهين قال : أما بعدا فقد كان كذا وكذا . ومنهم من يقول : أما بعد فقد كان كذا وكذا ، بالضم والتنوين ، وهو وجه شاذ ، والذي قبله أحسن منه ، أنشدنا أبو العباس : < شعر > فساغ لي الشراب وكنت قبلا * أكاد أغصّ بالماء الحميم [5] < / شعر > وأنشدنا أبو العباس أيضا : < شعر > ما من أناس بين مصر وعالج * فأبين إلا قد تركنا لهم وترا ونحن قتلنا الأزد أزد شنوءة فما شربوا بعد على لذّة خمرا [6] < / شعر >
[1] عتي بن مالك العقيلي في الكامل 57 . وهو بلا عزو في قطر الندى 31 وشذور الذهب 103 . [2] لم أقف عليه . [3] لم أقف عليه . [4] بلا عزو في أوضح المسالك 3 / 154 وشرح ابن عقيل 2 / 72 والمقاصد 3 / 334 وشرح الجرجاوي 165 وفيها جميعا : فما عطفت . [5] يزيد بن الصعق أو عبد اللَّه بن يعرب . ( شرح التصريح على التوضيح 2 / 550 الخزانة 1 / 204 و 3 / 135 ) . وفي رواية : بالماء الفرات . [6] الثاني لبعض بني عقيل في معاني القرآن 2 / 321 . وهو في أوضح المسالك 3 / 158 وشذور الذهب 105 : بعدا . وانفردت بعد هذا البيت بزيادة هي : [ قال لنا أبو بكر : وكذلك رفعوا المنادى المفرد فقالوا : يا زيد أقبل ، فضموه لأنه تضمن معنيين ، معناه في نفسه ومعنى ما كان مضافا إليه لأن أصله : يا زيداه ، فحمل أثقل الحركات كذلك ] .