وهو أخو الخنساء ، مرّة وبني غطفان . ومعه خفاف بن ندبة الشريدي فاعتور معاوية دريد وهاشم ابنا حرملة فاستطرد له أحدهما ثم وقف وحمل عليه الآخر فقتله ، فلما تنادوا : قتل معاوية ، قال خفاف بن ندبة : قتلني اللَّه إن رمت حتى أثأر منه ، وشدّ على مالك بن حمار الشمخي سيد بني فزارة فقتله وقال [1] : < شعر > إن تك خيلي قد أصيب صميمها * فإني على عمد تيمّمت مالكا وقفت له علوى وقد خام صحبتي * لأبني مجدا أو لأثأر هالكا أقول له والرمح يأطر متنه * تأمّل خفافا إنني أنا ذلكا < / شعر > فلما بلغ صخرا قتل أخيه معاوية ، أتى بني مرة في الشهر الحرام ، فوقف على ابني حرملة فإذا أحدهما في عضده طعنة فقال : أيكما قتل معاوية ؟ فسكتا ، فقال الصحيح للجريح : مالك لا تجيبه ؟ قال : وقفت له فطعنني هذه الطعنة وقتله أخي فأينا قتلته فقد أخذت بثأرك ، أما إنّا لم نسلب أخاك ، قال : فما فعلت السمّى ؟ قال : هي تيك ردّوها عليه . فلما رجع إلى قومه قالوا : اهجهم ، قال : ما بيننا أجل من القذع ، ولو لم أكفف عنهم إلا رغبة بنفسي عن الخنا لكففت ، وأنشأ يقول [2] : < شعر > تقول ألا تهجو فوارس هاشم * ومالي إذ أهجوهم ثمّ ماليا أبي الشتم أني قد أصابوا كريمتي * وأن ليس إهداء الخنا من شماليا وذي إخوة قطَّعت أقران بينهم * كما تركوني واحدا لا أخا ليا < / شعر > قال أبو العباس : حدثني محمد بن سلام بنحو من هذا الحديث وقال : أنشدني عبد القاهر بن السّري السلمي هذه الأبيات الثلاثة وقال : دخلت على بلال بن أبي بردة الحبس ، فأنشدني هذه الأبيات . قال أبو العباس : وقال أبو عبيدة : ثم إن صخرا غزاهم في العام المقبل فلما دنا وهو على السّمّي قال : إني أخاف أن أشرفت على القوم أن يعرفوا غرّة السمى فيتأهبوا فحمّم غرّتها ، فلما طلعت على أداني الحي قالت امرأة لأبيها : هذه واللَّه السمى ، فنظر فقال : السمى غراء وهذه بهيم ، فلم يشعروا إلا والخيل دواس فقتل صخر دريدا وأصابوا في بني عامر ، وقال صخر :
[1] شعره 64 - 66 . وعلوى : اسم فرس خفاف . ( أسماء خيل العرب 74 ) . [2] الكامل 1222 .