ومن ذلك قولهم : من عزّ بزّ ، معناه : من غلب سلب ، يقال : قد بزّ فلان فلانا يبزه بزا ، إذا سلبه ، قال علي بن أبي طالب [1] - رضي اللَّه عنه - يعني عمرو بن عبد ود :
< شعر > فصددت حين رأيته متقطَّرا * كالجذع بين دكادك وروابي وعففت عن أثوابه ولو أنني * كنت المقطَّر بزّنى أثوابي < / شعر > معناه : سلبني أثوابي . ويقال : رجل حسن البزّ والبزّة ، إذا كان حسن الثياب .
ويكون البز والبزّة أيضا : السلاح . أنشد الفراء :
< شعر > إني إذا ما كان يوم ذو فزع * ألفيتني محتملا بزّي أضع < / شعر > معناه : محتملا سلاحي ، ومعنى أضع : أسرع ، من قول اللَّه عز وجل :
* ( ولأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ) * [2] . يقال : قد أوضع الراكب ووضع ، إذا أسرع . وقال امرؤ القيس [3] :
< شعر > أرانا موضعين لوقت غيب * ونسحر بالطعام وبالشراب < / شعر > أراد : أرانا مسرعين ، وقال الآخر [4] :
< شعر > أرجّل جمتي وأجرّ ذيلي * ويحمل بزّتي أفق كميت < / شعر > معناه : ويحمل سلاحي .
والحكيم : معناه في كلام العرب : المحكم لخلق الأشياء ، فصرف عن المحكم إلى الحكيم كما قال اللَّه تعالى : * ( ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) * [5] ، فمعناه : ولهم عذاب مؤلم ، فصرف عن مؤلم إلى أليم ، قال عمرو بن معدي كرب [6] :
< شعر > أمن ريحانة الداعي السميع * يؤرقني وأصحابي هجوع < / شعر >

[1] ديوانه ، ص 24 .
[2] سورة التوبة : آية 47 .
[3] ديوانه ، ص 97 .
[4] البيت منسوب لعمرو بن قعاس أو قنعاس ، الاختيارين 213 .
[5] سورة البقرة : آية 10 .
[6] ديوانه ، ص 136 .

64