للأرامل ، أعطي منه الرجال الذين مات أزواجهم والنساء اللاتي مات أزواجهن ، لأنه يقال : رجل أرمل وامرأة أرملة . وقال حدثنا إسحاق بن راهويه [1] قال : حدثنا وكيع [2] عن سفيان [3] عن طلحة الأعلم [4] عن الشعبي في رجل أوصى بماله للأرامل من بني حنيفة قال : « يعطى منه من خرج من كمره حنيفة » [5] قال إسحاق : وأنشدنا غير وكيع : < شعر > هذي الأرامل قد قضّيت حاجتها * فمن لحاجة هذا الأرمل الذّكر [6] < / شعر > وأنشد ابن قتيبة : < شعر > أحبّ أن أصطاد ضبا سحبلا * رعى الربيع والشتاء أرملا [7] < / شعر > قال : تمناه أرمل لأنه إذا سفد قل شحمه ، وإذا لم تكن له أنثى ولم يسفد كثر شحمه . وقال : قال الرقاشي : قيل لأعرابي : تمن ، فقال : ضب أعور عنّين في أرض كلدة . فتمناه أعور لقلَّة تلفته ، وتمناه عنينا لكثرة شحمه . قال أبو بكر : وقول ابن قتيبة في هذا غير صحيح ، لأن الرجل لا يوصف بأرمل إلا في الشذوذ ، وحمل هذا الكلام على الأعرف والأشهر أولى ، وقد نقض ابن قتيبة هذا على نفسه فقال : لو قال رجل : أوصي بمالي للجواري من بني فلان ، لم يعط الغلمان منه شيئا ، كذلك لو قال : أوصي بمالي للغلمان من بني فلان لم يعط الجواري منه شيئا وإن كانت الجارية يقال لها غلامة ، لأن قولهم للجارية غلامة شاذ ، ولا يحمل الكلام على الشذوذ . قال أبو بكر : فشذوذ الأرامل في وصف الرجل ، كشذوذ الغلامة في وصف الجارية بها . وقد سمع في الغلامة من الأبيات أكثر مما سمع في الأرمل . وكذلك لو قال : أوصي بمالي للكهول من بني فلان لم
[1] إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه . ت 238 ه - . ( تهذيب التهذيب 1 / 216 ، خلاصة تذهيب الكمال 1 / 69 ) . [2] وكيع بن الجراح الكوفي الحافظ ، ت 196 ه - . ( طبقات ابن خياط 400 ، مشاهير علماء الأمصار 173 ) . [3] هو سفيان الثوري ، سلفت ترجمته . [4] طلحة بن عمرو القناد ، هو الذي روى عن الشعبي فيمن اسمه طلحة كما في تهذيب التهذيب 5 / 24 . ولم أجد من لقبه الأعلم . [5] لم أقف عليه . [6] لجرير ، ديوانه 1081 . [7] بلا عزو في لحن العوام 230 واللسان ( رمل ) .