مثلا عند الرجل يبلغك عنه أمر جميل ، فإذا رأيته اقتحمته عينك . وحدثني أبي - رحمه اللَّه - قال : حدثنا أبو بكر العبدي ، وأحمد بن عبيد قالا : حدثنا ابن الأعرابي عن المفضّل قال : عارض كبيس بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة ، أمه لزرارة ابن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم بن مالك بن حنظلة يقال لها : رشيّة ، وكانت سبيّة أصابها زرارة من الرّفيدات من كلب ، فولدت له عمرا ، وذؤيبا ، وبرغوثا ابني كبيس بن جابر بن قطن ، فمات كبيس ، وترعرعت الغلمة ، فقال لقيط بن زرارة يوما لها : يا رشيّة من أبو بنيك ؟ قالت : كبيس بن جابر . وكان لقيط عدوا لضمرة بن جابر بن قطن ، فقال لها : اذهبي بهؤلاء الغلمة ، فعبّسي بهم وجه ضمرة ، وأعلميه من هم . فمضت إليه ، والغلمة معها ، فقال لها : من هؤلاء الغلمة ؟ قالت : بنو أخيك كبيس بن جابر ، فانتزع الغلمة منها ، وقال لها : الحقي بأهلك ، فلحقت بأهلها ، فأخبرتهم الخبر ، فركب زرارة بن عدس إلى بني نهشل ، وكان حليما ، فقال : ردوا عليّ غلمتي ، فشتموه ، وأفحشوا ، وأهجروا ، فلما رأى ذلك انصرف إلى قومه ، فقالوا له : ما قالوا لك ؟ قال : خيرا واللَّه ، ما زال بنو عمي يجيبونني بما أحب ، حتى انصرفت عنهم من حسن ما قالوا ، ثم تركهم حولا ، وعاد إليهم مطالبا بالغلمة ، فردوا عليه ردا قبيحا ، فانصرف ، فقال له قومه : ما قالوا لك ؟ قال : خيرا ، أحسن بنو عمي وأجملوا ، ثم لم يزل سبع سنين يأتيهم في كل سنة مطالبا بالغلمة ، فيردونه أسوأ الرد ، فبينا بنو نهشل يسيرون ضحى ، إذ أخبرهم مخبر أن زرارة قد مات ، فقال لهم ضمرة : يا قوم ، إنه قد مات أحلم أخوتكم ، فاتقوهم بحقهم . ثم قال لنسائه : قمن أقسم بينكن الثّكل ، وكانت عنده هند بنت كرب بن صفوان بن سحنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، وامرأة سبيّة من بني عجل ، يقال لها : خليدة ، وامرأة سبيّة من الأزد من بني الطَّمثان ، وسبيّة من عبد القيس ، وكان لهن كلهن أولاد ، غير خليدة ، فإنها لم يكن لها ولد ، فقالت خليدة لهند ، وكانت لها مصافية : ولَّي الثّكل بنت غيرك . فأرسلتها مثلا ، قال ابن الأعرابي : يضرب عند الأمر يحل بالقوم ، فيخص منهم رجلا بالدعاء له ألا يصيبه ما أصاب غيره . وأرادت بقولها : ولي الثكل بنت غيرك ، لحق بنت غيرك من ضرّ لم يزل . ثم إن ضمرة وجه إلى لقيط بن زرارة شقّة بن ضمرة ، وأمه هند ، وشهاب بن