والحامض . يدلّ على هذا قول اللَّه جلا وعلا : * ( وأَنَّه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنْثى ) * [1] ، فأوقع الزوجين على اثنين . وقال في موضع آخر : * ( ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ ومِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْه أَرْحامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ومِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ ومِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) * [2] . فدل هذا على أنّ الأزواج أفراد . ولا تقول العرب للواحد من الطير زوج ، كما يقولون للاثنين زوجان ، بل يقولون للذكر : فرد . قال الطرماح [3] : < شعر > خرجن اثنتين واثنتين وفردة * يبادرن تغليسا سمال المداهن < / شعر > وتقول العرب في غير هذا : الرجل زوج المرأة ، والمرأة زوج الرجل وزوجته ، قال اللَّه ، جل اسمه : * ( اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) * [4] . وأنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء : < شعر > وإنّ الذي يمسي يحرّش زوجتي * كماش إلى أسد الشّرى يستبيلها [5] < / شعر > وأنشدني أبي - رحمه اللَّه - قال : أنشدنا أبو عكرمة : < شعر > فبكى بناتي شجوهنّ وزوجتي * والأقربون إليّ ثم تصدّعوا [6] < / شعر > وتسمّي العرب الاثنين : زكا ، والواحد : خسا . قال الشاعر [7] :
[1] سورة النجم : آية 45 . [2] سورة الأنعام : آية 143 ، 144 . [3] ديوانه 492 ، وفيه : وقعن . وأراد بالاثنتين والاثنتين : مواقع ركبتيها ورجليها . وبالفردة : موضع الكركرة من صدرها . والسّمال : جمع سملة ، وهي بقية الماء في الحوض . والمداهن جمع مدهن ، وهو نقرة في الصخر يستنقع فيها الماء . [4] سورة البقرة : آية 35 . سورة الأعراف : آية 19 . [5] للفرزدق . ديوانه 2 / 61 وفيه : فإن امرءا يسعى يخيّب زوجتي كساع [6] عبدة بن الطبيب شعره : 50 . [7] الكميت بن زيد ، شعره : 1 / 162 .