responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 532


قال أبو بكر : معناه : قد قيل ما لزمك عيبه عند بعض السامعين له ، فمتى اعتذرت لم تمح ما استقر في نفوسهم . وأول من قال هذا وتمثل به : النعمان بن المنذر ، يخاطب به الربيع بن زياد العبسي . وكان أبو براء ، وهو عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة ، وإنما سمّي ملاعب لقول الشاعر في أخيه طفيل بن مالك :
< شعر > فرارا وأسلمت ابن أمّك عامرا * يلاعب أطراف الوشيج المزعزع < / شعر > وفد في رهط من بني جعفر على النعمان بن المنذر ، ومعهم لبيد بن ربيعة ، وهو يومئذ غلام ، فوجدوا عند النعمان الربيع بن زياد العبسي - وكانت أمه فاطمة ابنة الخرشب الأنمارية من بني أنمار بن بغيض ، وهي أم الكلمة ، عمارة الوهاب ، وأنس الفوارس ، وقيس الحفاظ ، والربيع الكامل - مع تاجر من تجار الشام ، يقال له : سرجون ابن توفيل ، وكان له حريفا يبايعه ، وكان أديبا حسن الحديث والمنادمة ، فاستخفه النعمان ، فكان إذا أراد أن يخلو على شرابه ، بعث إليه وإلى النطاسي ، متطبب كان له ، وإلى الربيع ، وكان الربيع من ندمائه ، فلما قدم الجعفريون على النعمان ، كان يحضرون مجلسه لحوائجهم ، فإذا خرجوا من عنده ، وخلا به الربيع ، طعن عليهم ، وذكر معايرهم ، فصده عنهم ، وأنهم دخلوا يوما على النعمان ، فرأوا منه جفاء وتغيرا ، وقد كان قبل ذلك يكرمهم ، ويقدم مجلسهم ، فانصرفوا من عنده غضابا ، ولبيد متخلف في رحالهم ، يحفظ أمتعتهم ، ويغدو بإبلهم في كل صباح ، فيرعاها ، فجعلوا يتذاكرون ذلك ، فسألهم عما هم فيه ، فكتموه ، فقال لهم : واللَّه لا أحفظ لكم متاعا ، ولا أسرح لكم بعيرا ، أو تخبروني بالذي كنتم في ذكره ، وكانت أم لبيد امرأة من عبس يتيمة في حجر الربيع ، فقالوا له :
خالك قد غلبنا على الملك ، وصد بوجهه عنا ، فقال : هل تقدرون على أن تجمعوا بيني وبينه ، فأزجره عنكم بقول ممضّ مؤلم ، لا يلتفت إليه النعمان بعده أبدا ، قالوا : وهل عندك من ذلك شيء ؟ قال : نعم ، قالوا : فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة ، لبقلة بين أيديهم دقيقة القضبان ، قليلة الورق ، لاصقة فروعها بالأرض ، تدعى التّربة ، فقال : ( هذه التّربة التي لا تذكي نارا ، ولا تؤهل دارا ، ولا تسرّ جارا ، عودها ضئيل ، وفرعها ذليل ، وخيرها قليل ، أقبح البقول مرعى ، وأقصرها فرعا ، وأشدّها قلعا ، فالقوا بي أخا بني عبس ، أرده عنكم بتعس ، وأدعه من أمره في لبس ) .
قالوا : نصبح فنرى فيك رأينا . فقال لهم عامر : انظروا غلامكم ، فإن رأيتموه

532

نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست