رسله . ويقال للرجل إذا أكثر الكلام : على رسلك ، أي : استهن ببعضه وانتظر . جاء في الحديث : « أنّ الجفاء والقسوة في الفدّادين إلا من أعطى في نجدتها ورسلها » [1] . فالفدّادون : المكثرون من الإبل ، الذين يملك الواحد منهم المائتين منها ، وكانوا أهل خيلاء وكبر وعجب ، واحدهم فدّاد . يروى في الحديث أيضا : « أن الأرض إذا دفن فيها الرجل قالت له : ربما مشيت عليّ فدّادا ذا مال كثير وخيلاء » [2] . والنجدة : كثرة شحوم الإبل ولحومها ، فإذا كثر ذلك فيها كان نجدة لها تمتنع به من النحر ، لأن ربّها إذا رآها كذلك ضنّ بها ، وداخلته النفاسة فيه والإشفاق ، فلم ينحرها . قال الشاعر [3] : < شعر > ولا تأخذ الكوم الجلاد رماحها * لتوبة في صرّ الشتاء الصّنابر < / شعر > أي : لا يضنّ بها ، إذا كانت شحومها كالرماح في الدفع عنها . وقال النمر ابن تولب [4] : < شعر > أيام لم تأخذ إليّ رماحها * إبلي لجلَّتها ولا أبكارها < / شعر > وقال الفرزدق [5] : < شعر > فمكَّنت سيفي من ذوات رماحها * نشاشا ولم أحفل بكاء رعائيا < / شعر > الرسل : قلة شحومها ولحومها ، وهوانها عليه في ذلك ، فكأنه قال : إلَّا من أعطى في سمنها وهزالها ، وفي صعوبة الإعطاء ، وهوانه عليه . ويقال : الرّسل : اللبن ، أي : إلَّا من أعطى حقّ اللَّه منها في وفور شحومها ولحومها وكثرة لبنها ، ولم يذكر الهزال وقلة اللبن ، لأن من أعطى النفيس من ماله ، كان أجدر أن يعطي الحقير ، فاكتفى به منه . وقال الأصمعي : الفدادون : الرجال الذين ترتفع أصواتهم في حروثهم وأموالهم ، ومواشيهم ، وما يعالجون منها ، وواحدهم : فدّاد .
[1] جعله أبو عبيد في غريب الحديث 1 / 202 ، 204 حديثين . وفي الفائق 3 / 93 : هلك الفدادون إلا [2] غريب الحديث 1 / 204 . [3] ليلى الأخيلية ، ديوانها 79 . والكوم من الإبل : العظيمة السنام ، وصنابر الشتاء : شدة برده . [4] ديوانه 62 وفيه : أزمان [5] ديوانه 2 / 357 . والغشاش : العجلة .