قال أبو بكر : واختلفوا في معنى ( اللهم ) ؛ فقال أبو زكرياء يحيى بن زياد الفراء ، وأبو العباس أحمد بن يحيى : معنى اللهم : يا اللَّه أمنّا بمغفرتك ، فتركت العرب الهمزة ، فاتصلت الميم بالهاء ، وصار كالحرف الواحد ، واكتفي به من ( يا ) فأسقطت ، وربما أدخلت العرب ( يا ) فقالوا : يا اللهم اغفر لنا ، قال الفراء : أنشدني الكسائي : < شعر > وما عليك أن تقولي كلما * سبّحت أو صليت يا اللهمّ ما اردد علينا شيخنا مسلَّما < / شعر > وأنشد قطرب : < شعر > إني إذا ما معظم ألمّا * أقول يا اللهمّ يا اللهمّا [1] < / شعر > وقال الخليل بن أحمد ، وعمرو بن عثمان سيبويه : اللهم معناه : يا اللَّه ، قالا : فجعلت العرب الميم بدلا من ( يا ) . والدليل على صحة قول الفراء وأبي العباس : إدخال العرب ( يا ) على اللهم . ومعنى قولهم : وبحمدك ، أي : بحمدك نبتدئ وبحمدك نفتتح ، فحذف الفعل لدلالة المعنى عليه ، كما قال عز وجل : * ( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وشُرَكاءَكُمْ ) * [2] ، معناه : وادعوا شركاءكم . أنشدنا أحمد بن يحيى : < شعر > ورأيت زوجك في الوغى * متقلَّدا سيفا ورمحا [3] < / شعر > معناه : وحاملا رمحا . وأنشدنا أحمد بن يحيى أيضا : < شعر > تسمع للأحشاء منه لغطا * ولليدين جسأة وبددا [4] < / شعر > أراد : وترى لليدين . وأنشد الفراء [5] : < شعر > إذا ما الغانيات برزن يوما * وزجّجن الحواجب والعيونا < / شعر > أراد : وكحلن العيونا .