< شعر > ساجد المنخر لا يرفعه * خاشع الطرف أصمّ المستمع < / شعر > أراد : خاضعا ذليلا ، وقال الآخر [1] : < شعر > بجمع تضلّ البلق في حجراته * ترى الأكم فيها سجّدا للحوافر < / شعر > أراد : خاضعة ذليلة . ويكون السجود على معنى التحية ، كقول الشاعر : < شعر > وبنيت عرصة منزل برباوة * بين النخيل إلى بقيع الغرقد قد كان ذو القرنين جدّي مسلما * ملكا تدين له الملوك وتسجد [2] < / شعر > أراد : تحييه ، وذلك أنهم كانوا في ذلك الزمان ، إذا أراد الرجل منهم أن يحيي أخاه ويعظمه ، سجد له ، فكان السجود لهم في ذلك الزمان ، بمنزلة المصافحة لنا اليوم ، من ذلك قول اللَّه عز وجل : * ( وخَرُّوا لَه سُجَّداً ) * [3] ، فيه ثلاثة أقوال : أحدهن : أن تكون الهاء تعود على اللَّه تعالى ، فهذا القول لا نظر فيه ؛ لأن المعنى : خروا للَّه سجدا . وقال آخرون : الهاء تعود على يوسف ، ومعنى السجود : التحية كأنه قال : وخروا ليوسف سجّدا سجود تحية ، لا سجود عبادة . قال أبو بكر : سمعت أبا العباس يؤيد هذا القول ويختاره . وقال الأخفش : معنى الخرور في هذه الآية : المرور ، قال : وليس معناه : الوقوع والسقوط . وقولهم : قد استنثر الرجل قال أبو بكر : معناه : قد أدخل الماء في أنفه ، ويقال للأنف عند العرب : النّثرة ، فاستنثر : استفعل من النثرة ، أي : أدخل الماء في نثرته ؛ وهي : أنفه . وكذلك استنشق الرجل ، معناه : أدخل الماء في أنفه ، وكذلك استنشق الريح ، إذا أدخلها في أنفه ، واستنشق : استفعل . وقد يقال : قد تنشّق الرجل ، إذا أدخل ذلك في أنفه . قال الشاعر [4] :
[1] هو زيد الخيل ، ديوانه : ص 66 . [2] المقصور والممدود للقالي 192 ، الأضداد 295 ، وكلاهما بلا عزو . [3] سورة يوسف : آية 100 . [4] هي علية بنت المهدي ، الأغاني 10 / 182 .