فهو من وطئ يطأ وطأ ، على مثال فهم يفهم فهما . ومن قرأ : وطاء ، فهو من واطأ يواطئ مواطأة ووطاء . وقال الفراء : فأما الوطء فلا وطء ، لم نروه عن أحد . قال أبو بكر : وقد قرأ بعض القراء : * ( إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً ) * بكسر الواو ، وهو صحيح في العربية ، فوطئ يطأ وطأ على مثال علم يعلم علما ، وفقه يفقه فقها ، غير أنه لم يقع للفراء رواية . < فهرس الموضوعات > معنى قولهم : فلان أبو البدوات < / فهرس الموضوعات > وقولهم : فلان أبو البدوات قال أبو بكر : معناه : أبو الآراء التي تظهر له ، وواحد البدوات : بداة . فاعلم . يقال : بداة وبدوات ، كما يقال : قطاة وقطوات . وكانت العرب تمدح بهذه اللفظة فيقولون للرجل الحازم : فلان ذو بدوات ، أي ذو آراء تظهر فيختار بعضها ويسقط بعضها . أنشد الفراء : < شعر > من أمر ذي بدوات ما تزال له * بزلاء يعيا بها الجثّامة اللَّبد [1] < / شعر > < فهرس الموضوعات > معنى قولهم : مالي في هذا الأمر درك < / فهرس الموضوعات > وقولهم : مالي في هذا الأمر درك قال أبو بكر : معناه : ما لي فيه منفعة ، ولا دفع مضرّة . قال الفراء : الدرك عند العرب : حبل قنّب يشدّ في عراقي الدلو ليمنع الماء من أن يصيب الرّشاء . يقال : اجعل في رشائك دركا ، أي اجعل في عراقي الدلو حبلا يدفع ضرر الماء عن الرشاء . وقال بعض الناس [2] : معنى قولهم : مالي في هذا الأمر درك : مالي فيه مرقى ولا مصعد ، من قول اللَّه عز وجل : * ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) * [3] . فالدرك : المرقاة . ويقال : الدرك : أسفل درج النار . وقال عبد اللَّه بن مسعود في قوله
[1] للراعي ، شعره : 52 . والبزلاء : الرأي الجيد الذي ينزل عن الصواب ، أي الذي يشق عنه . والجثامة : البليد الذي لا يتجه لشيء ، أخذ من الجثوم . واللبد : اللازم لموضعه . [2] هو المفضل بن سلمة في كتابه الفاخر 272 . [3] سورة النساء : آية 145 .