في اللغة : الحذق والفطنة . وإنما سمي الطبيب طبيبا ؛ لفطنته ، يقال : رجل طب وطبيب ، إذا كان حاذقا . قال عنترة [1] : < شعر > إن تغدفي دوني القناع فإنني * طبّ بأخذ الفارس المستلئم < / شعر > وقال علقمة بن عبدة [2] : < شعر > فإن تسألوني بالنساء فإنني * بصير بأدواء النساء طبيب < / شعر > وقال آخر [3] : < شعر > فهل لكم فيها إليّ فإنني * طبيب بما أعيا النطاسيّ حذيما < / شعر > ومعنى حبّ : أحبّ . قال البصريون : لا يقال في الماضي إلا أحب فلان فلانا ، وأحببت فلانا بالألف . قالوا : ويقال في المستقبل : أحبّ فلانا ، وأحبّ فلانا . ويقال في المفعول : رجل محبّ ومحبوب . قال عنترة [4] : < شعر > ولقد نزلت فلا تظني غيره * مني بمنزلة المحبّ المكرم < / شعر > فقيل لهم : كيف قالوا : رجل محبوب ، ولم يقولوا : حبّ فلان فلانا ، فقالوا : قد ينطق بالدائم على بناء فعل لا يتكلم به ، من ذلك قولهم : رجل مجنون ، ثم قالوا في الماضي : أجنّه اللَّه ، فبنوا الدائم على جن ، ولم يبنوه على أجنّ ، ولو بنوه عليه لقالوا : رجل مجنّ . وقال الكسائي والفراء : يقال أحببت الرجل وحببته ، وأنشدا : < شعر > أحبّ أبا العصماء من حبّ تمره * وأعلم أن الرفق بالعبد أرفق وواللَّه لو لا تمره ما حببته * وما كان أدنى من عبيد ومشرق [5] < / شعر > وقال السجستاني : حدثنا أبو عامر [6] عن أبي الأشهب [7] عن أبي رجاء : أنه
[1] ديوانه 205 . وتغدفي : ترسلي قناعك . والمستلئم : المتسلح ، وقيل : هو اللابس اللامة ، وهي الدرع . [2] ديوانه 35 . [3] أوس بن حجر ، ديوانه 11 . وحذيم : رجل كان متطبّبا عالما . وقيل : يراد به ابن حذيم . [4] ديوانه 191 . [5] لعيلان بن شجاع النهشلي كما في اللسان ( حبب ) وفي البيت الثاني إقواء . [6] هو عبد الملك بن عمرو العقدي القيسي ، توفي 204 ه - . ( طبقات القراء 1 / 469 ، تهذيب التهذيب 6 / 409 ) . [7] هو جعفر بن حيان العطاردي ، توفي 165 ه - . ( طبقات القراء 1 / 192 ، تهذيب التهذيب 2 / 88 ) .