قالوا : هذا جحر ضبّ خرب ، فخفضوا خربا على الجوار للضب ، وهو في الحقيقة نعت للمرفوع ، وأنشدنا أبو العباس : < شعر > كأنما ضربت قدّام أعينها * قطنا بمستحصد الأوتار محلوج [1] < / شعر > فخفض محلوجا على الجوار للمستحصد ، وهو في الحقيقة نعت للقطن . وأنشدنا أيضا : < شعر > تريك سنّة وجه غير مقرفة * ملساء ليس بها خال ولا ندب [2] < / شعر > خفض غير مقرفة على الجوار للوجه ، وهو في الحقيقة نعت للسنة ، قال اللَّه عز وجل : * ( أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِه الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ ) * [3] . قال أبو بكر : قال لنا أبو العباس : كان الفراء يقول : في هذا ثلاثة أقوال : أحدهن ، أنه خفض عاصفا على الجوار لليوم ، وهو في الحقيقة نعت للريح . والقول الثاني : أن يكون جعل عاصفا نعتا لليوم ، لأن العصوف يكون في اليوم . والقول الثالث : أن يكون المعنى : في يوم عاصف الريح ، فاكتفى بالريح الأولى من الريح الثانية . وقال الأنصاري [4] في أمتع : < شعر > واها لأيام الصّبا وزمانه * لو كان أمتع بالمقام قليلا < / شعر > معناه : لو كان أطال المقام . ومعنى واها : التعجب . قال أبو العباس : في هذا أربعة أوجه : يقول الرجل للرجل : إنه حدثنا ، إذا استزاده . وإيها كفّ عنا ، إذا سأله القطع . وويها أقصد إلى فلان ، إذا أغراه . وواها ما أعلم فلانا ، إذا تعجب من علمه . قال الراجز [5] : < شعر > واها لريّا ثم واها واها * يا ليت عيناها لنا وفاها < / شعر >
[1] لذي الرمة ، ديوانه 995 . ومستحصد الأوتار : شديد الفتل . [2] لذي الرمة ، ديوانه 29 . والسنة : الصورة . وغير مقرقة : أي ليست بهجينة . [3] سورة إبراهيم : آية 18 . [4] أخل به ديوانه . [5] أبو النجم العجلي كما في الصحاح ( ووه ) . ونسب إلى رؤبة كما ذكر العيني في المقاصد 1 / 133 وليس في ديوانه .