فلان فلانا ، وقال : هو من المؤاساة وهي : المشاركة ، يقال : آسى فلان فلانا ، إذا شاركه فيما هو فيه ، واحتج بقول الشاعر [1] : < شعر > فإن يك عبد اللَّه آسى ابن أمّه * وآب بأسلاب الكمّي المغاور < / شعر > وقال مؤرّج : معنى قولهم : ما يؤاسيه : ما يصيبه بخير ، وقال : هو مأخوذ من قول العرب : أس فلانا بخير ، أي : أصبه به . وقال غيرهما : ما يؤاسيه معناه : ما يعوّضه من مودته ولا قرابته شيئا ، وقال : هو مأخوذ من الأوس ، والأوس : العوض ، قال الشاعر [2] : < شعر > فلأحشأنّك مشقصا * أوسا أويس من الهباله < / شعر > الهبالة : اسم ناقة ، والمعنى : أرميك بسهم يكون عوضا من الناقة ، قال : وكان الأصل فيه : ما يؤاوسه ، فقدموا السين وهي لام الفعل ، وأخروا الواو وهي عين الفعل ، فصار : يؤاسوه ، فصارت الواو ياء لتحركها وانكسار ما قبلها ، ومثل هذا من المقلوب قول القطامي [3] : < شعر > ما اعتاد حبّ سليمى حين معتاد * ولا تقضّى بواقي دينها الطَّادي < / شعر > الطادي : الفاعل ، من ولدت إذا ثبت ، أصله : الواطد ، فأخر الواو بجعلها في موضع اللام من الفعل فصار : الطادو ، ثم جعل الواو ياء لتحركها وانكسار ما قبلها . ويجوز عندي أن يكون يؤاسي غير مقلوب ، فيكون يفاعل من أسوت الجرح إذا أصلحته ، فتكون الهمزة فاء الفعل ، والسين عين الفعل ، والياء لام الفعل ، ويستغنى في هذا الوجه عن القلب ، قال الشاعر [4] : < شعر > فإني أستئيس اللَّه منكم * من الفردوس مرتفقا ظليلا < / شعر > معناه : اسأله أن يعوضني ذلك . وقال الآخر [5] : < شعر > ثلاثة أهلين أفنيتهم * وكان الإله هو المستآسا < / شعر >
[1] ليلى الأخيلية ، ديوانها 83 . [2] أسماء بن خارجة كما في اللسان والتاج ( أوس ) . [3] ديوانه 78 . [4] عبد العزيز بن زرارة الكلابي في الأمثال لمؤرج 75 ، والفاخر 10 . [5] النابغة الجعدي 78 .