< شعر > أعطاكم اللَّه جدّا تنصرون به * لا جدّ إلا صغير بعد محتقر < / شعر > ومنه قول الآخر [1] : < شعر > عش بجد ولا يضرك نول * إنما عيش من ترى بالجدود < / شعر > قال أبو بكر : وسمعت أبا العباس يقول : الجد في كلام العرب ينقسم على أقسام ، يكون الجد : أبا الأب ، ويكون الجد : أبا الأم ، ويكون : الحظ ، وهو الذي تسميه العامة : البخت ، ويكون الجد : الجلال ، ويكون الجد : العظمة ، كما قال اللَّه عز وجل : * ( وأَنَّه تَعالى جَدُّ رَبِّنا ) * [2] ، قال ابن عباس : معناه : تعالى جلال ربنا ، واحتج بقول الشاعر : < شعر > ترفّع جدّك إني امرؤ * سقتني الأعادي إليك السّجالا [3] < / شعر > وقال الحسن : تعالى جدّ ربنا ، معناه : تعالى غنى ربنا . وقال السّدّيّ [4] : معناه : تعالى أمره . وقال مجاهد [5] : معناه : تعالى ذكر ربنا . وقال غيرهم : معناه : تعالت عظمة ربنا ، وهذه الأقوال متقاربة في المعنى . وقال أبو العباس : يقال : قد جدّ الرجل يجدّ ، إذا صار له جد ، وما كنت ذا جد ، ولقد جددت وأنت تجدّ يا رجل . قال : وأنشدني ابن الأعرابي : < شعر > ولقد يجدّ المرء وهو مقصّر * ويخيب سعي المرء غير مقصّر [6] < / شعر > ويقال : أجدّه اللَّه ، إذا جعل له جدا ، وحظَّ الرجل فهو محظوظ من الحظَّ . وقال أبو العباس : ما كنت ذا حظ ولقد حظظت وأنت تحظ . ويقال : رجل حظيظ جديد ، من الجد والحظ . ويقال : قد جدّ الرجل في الأمر إذا انكمش فيه ، يجد جدا .
[1] البيت لأبي محمد اليزيدي في شعر اليزيديين ، ص 45 . [2] سورة الجن : آية 3 . [3] البيت في تفسير الطبري ، دون نسبة ، 29 / 105 . [4] هو إسماعيل بن عبد الرحمن ، توفي سنة 127 ه . [5] مجاهد بن جبر ، توفي سنة 103 ه . [6] البيت في شرح القصائد السبع ، دون نسبة ، ص 457 .