الكتاب ؟ أومأ إلى صدره فقال : آمنت بهذا ، فلما مات بثبثوه ، فوجدوا الورقة فقالوا : إنما عني هذا ) فالأصل في بثبثوه بثّثوه ، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث ثاءات ، فأبدلوا من الثانية باء . وهو مأخوذ من بثثت الحديث ، إذا أفشيته وأظهرته . ومثله : كفكفت فلانا عن كذا وكذا ، الأصل فيه : كفّفته ، لأنه مأخوذ من كففت عن الأمر ، قال متمّم بن نويرة [1] : < شعر > ولكنني أمضي على ذاك مقدما * إذا بعض من يلقى الخطوب تكعكعا < / شعر > وكذلك قولهم : تحلل الرجل ، إذا ذهب ومضى ، والأصل فيه : تحلَّل ، وقال الشاعر وهو ابن مقبل [2] : < شعر > أناس إذا قيل انفروا قد أتيتم * أقاموا على أثقالهم وتحلحلوا < / شعر > ويقال : قد تلحلح الرجل ، إذا قام وثبت ، الأصل فيه : تلحّح ، لأنه مأخوذ من ألحّ يلحّ . من ذلك الحديث الذي يروى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « أن ناقته أنيخت على باب أبي أيوب ، والنبي صلَّى اللَّه عليه وسلم واضع زمامها ، ثم تلحلحت وأرزمت [3] » . فمعنى تلحلحت : أقامت وثبتت ، ومعنى أرزمت : صوّتت ، والاسم الرّزمة : وهو صوت دون الحنين لا تفتح به فاها . ويقال : سماء رزمة ، إذا كانت مصوّتة بالرعد . أنشدنا أبو العباس قال : أنشدنا ابن الأعرابي [4] : < شعر > يا عمرو يا خير فتى * نازعت درّ الحلمه وخير من أوقد للأ * ضياف نارا زهمه < / شعر >
[1] شعره : 114 . [2] البيت في ديوانه 34 وروايته : بحيّ إذا قيل اظعنوا قد أتيتم * أقاموا على أثقالهم وتلحلحوا . [3] الفائق 3 / 309 . [4] الأبيات لأخت سعد بن قرظ العبدي في أشعار النساء للمرزباني ق 35 ب . ونسبها البكري في اللآلئ 288 إلى سالم بن دارة . وهي بلا عزو في المجتني 109 / ، وأمالي القالي 1 / 63 ، وزهمة : دسمة لكثرة الشيء عليها . أضمة : غضبى . العسير : الناقة التي لم ترض . الجرجار : نبات طيب الريح ، وكذا الينمة . ( ينظر معجم أسماء النباتات الواردة في تاج العروس 34 ، 161 ) .