شمر أو للنعمان بن المنذر ، ثم نزل منا منزلك هذا منا لحفظ ذلك لنا ، وأنت خير المكفولين فاحفظ ذلك ) . وذلك أنّ للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلم كانت دايته من بني سعد بن بكر . وقال الأصمعي : يقال : فلان لم يحفظ الملح ، إذا لم يحفظ الرضاع ، واحتج بقول أبي الطَّمحان القيني ، وكان له إبل يسقي قوما من ألبانها ، فأغاروا عليها ، فأخذوها ، فقال : < شعر > وأني لأرجو ملحها في بطونكم * وما بسطت من جلد أشعث أغبرا [1] < / شعر > معناه : أرجو أن تحفظوا لبنها ، وما بسطت من جلودكم ، بعد أن كنتم مهازيل ، فسمنتم وانبسطت جلودكم بعد تقبض . وقال أبو عبيد : أنشدنا الأصمعي : < شعر > جزى اللَّه ربّك ربّ العبا * دو الملح ما ولدت خالده < / شعر > وقال : الملح : الرضاع . ورواه غير [2] الأصمعي : < شعر > لا يبعد اللَّه ربّ العبا * د والملح ما ولدت خالده < / شعر > وقال : الملح : البركة . يقال : اللهم لا تبارك فيه ولا تملَّح . وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي : < شعر > لا يبعد اللَّه ربّ العبا * د والملح ما ولدت خالده هم المطعمو الضّيف شحم السّنا * م والقاتلو الليلة البارده وهم يكسرون صدور الرما * ح بالخيل تطرد أو طارده يذكَّرني حسن آلائهم * تفجّع ثكلانة فاقده فإن يكن القتل أفناهم * فللموت ما تلد الوالده [3] < / شعر > قال أبو العباس : العرب تعظَّم الملح ، والنار ، والرماد . ومن الملح قولهم : ملح فلان على ركبته ، فيه قولان : أحدهما أن يكون المعنى : هو مضيّع لحقّ الرضاع ، غير
[1] غريب الحديث 2 / 214 ، والشرح بعده لأبي عبيد . وقال ابن بري في أماليه على الصحاح ق 64 ب : ( صوابه أغبر بالخفض والقصيدة مخفوضة الروي وأولها : ألا حنّت المرقال واشتاق ربّها * تذكر أرماما وأذكر معشري . [2] هو ابن الأعرابي كما سيأتي . وينظر في رواية الأبيات ، ما اتفق لفظه 27 واللامات 127 . [3] للحارث بن عمرو الفزاري في مقطعات مراث 106 ، ولشتيم بن خويلد في الفاخر 11 ، ولنهيكة بن الحارث المازني في الخزانة 4 / 164 ، نقلا عن ابن الأعرابي .