< شعر > إنّ من يركب الفواحش سرّا * حين يخلو بسره غير خال كيف يخلو وعنده كاتباه * شاهداه وربّه ذو المحال < / شعر > وقال الآخر [1] : < شعر > أبرّ على الخصوم فليس خصم * ولا خصمان يغلبه جدالا ولبسّ بين أقوام فكلّ * أعدّ له الشغازب والمحالا < / شعر > قال أبو بكر : وسمعت أبا العباس يقول : المحال مأخوذ من قول العرب : قد محل فلان بفلان ، إذا سعى به إلى السلطان ، وعرّضه لأمر يوبقه ويهلكه فيه . ومن ذلك قولهم في الدعاء : اللهم لا تجعل القرآن بنا ما حلا ، أي : لا تجعله شاهدا بالتقصير والتضييع علينا . ومن ذلك قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : ( القرآن شافع مشفع وما حل مصدّق ، فمن شفع له القرآن يوم القيامة نجا ، ومن محل به القرآن كبّه اللَّه على وجهه في النار ) فمعناه : ومن شهد عليه القرآن بالتقصير والتضييع . وإذا قالت العرب للرجل : ما له محال ، بفتح الميم ، فمعناه : ما للرجل حول . قال : ويروى عن الأعرج أنه قرأ : * ( وهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ ) * [2] بفتح الميم ، وتفسير ابن عباس يدل على الفتح ، لأنه قال : المعنى : وهو شديد الحول . ويقال : قد حولق الرجل ، إذا قال : لا حول ولا قوة إلا باللَّه . وقال أبو جعفر أحمد بن عبيد : يقال حولق الرجل وحوقل ، إذا قال ذلك . ويقال : بسمل الرجل ، إذا قال : بسم اللَّه ، وأنشد أبو عبد اللَّه بن الأعرابي : < شعر > لقد بسملت ليلى غداة لقيتها * فيا بأبي ذاك الحبيب المبسمل [3] < / شعر > ويقال : قد أخذنا في البسملة ، والحولقة والحوقلة ، إذا قلنا : بسم اللَّه ، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه . قال الشاعر [4] :
[1] لم أهتد لقائله . [2] سورة الرعد : آية 13 . [3] ديوانه : 498 . [4] البيت في أمالي القالي 2 / 269 .