* ( ولْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ) * [1] معناه : ولتكن منكم جماعة ، أنشد الفراء : < شعر > كأنما أهل حجر ينظرون متى * يرونني خارجا طير يناديد طير رأت بازيا نضح الدماء به * أو أمّة خرجت رهوا إلى عيد [2] < / شعر > معناه : أو جماعة . وتكون الأمة : أتباع الأنبياء ، كما تقول : نحن من أمة محمد ؛ أي : من أتباعه على دينه صلَّى اللَّه عليه وسلم . وتكون الأمة : الدين ، كما قال اللَّه عز وجل : * ( إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ ) * [3] معناه : على دين . قال النابغة [4] : < شعر > حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وهل يأثمن ذو أمّة وهو طائع < / شعر > وتكون الأمة : الرجل الصالح الذي يؤتمّ به ، كما قال - عز وجل : * ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّه حَنِيفاً ) * [5] . وتكون الأمة : الزمان ، كما قال : * ( وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) * [6] ، وكما قال : * ( ولَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) * [7] ، وقرأ ابن عباس : * ( وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) * ، أي : بعد نيسان . وتكون الأمة : القامة ، يقال : فلان حسن الأمّة ، أي : حسن القامة ، قال الشاعر [8] : < شعر > وإنّ معاوية الأكرمين * حسان الوجوه طوال الأمم < / شعر > وتكون الأمة : الأم ، قال أبو بكر : قال الفراء : يقال هذه أمّة فلان ، أي : أمّ فلان ، قال وأنشد : < شعر > تقبّلتها من أمّة لك طالما * تنوزع في الأسواق عنها خمارها [9] < / شعر > ويكون الأمة : المنفرد بالدين ، وقد مضى تفسيره . والإمّة ، بكسر الألف :
[1] سورة آل عمران : آية 104 . [2] لم أهتد إلى قائلهما . [3] سورة الزخرف : آية 22 ، 23 . [4] ديوانه ، ص 51 . [5] سورة النحل : آية 120 . [6] سورة يوسف : آية 45 . [7] سورة هود : آية 8 . [8] البيت للأعشى ، ديوانه ، ص 32 . [9] اللسان ، مادة : ( أمم ) .