من الخير ، أخذ من قولهم : نوى شطر : أي بعيدة ، واحتج بقول امرئ القيس [1] : < شعر > وشاقك بين الخليط الشّطر * وفيمن أقام مع الحيّ هرّ < / شعر > وقال أبو عبيدة : الشاطر معناه في كلامهم : الذي شطر نحو الشرّ وأراده ، من قول اللَّه - عز وجل - : * ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) * [2] ، معناه نحو المسجد الحرام ، قال الشاعر [3] : < شعر > إنّ العسير بها داء مخامرها * فشطرها نظر العينين محسور < / شعر > معناه : فنحوها . والعسير : الناقة التي لم ترض . وقال الآخر [4] : < شعر > أقم قصد وجهك شطر العراق * وخال الخليفة فاستمطر < / شعر > أراد : نحو العراق ، والخال : السحاب . وقال الآخر [5] في معنى نحو : < شعر > توجّه شطر جار غير خفر * نما بفعاله الحسب التميم < / شعر > وقولهم : رجل مسكين قال أبو بكر : المسكين معناه في كلام العرب : الذي سكَّنه الفقر ، أي : قلَّل حركته ، واشتقاقه من السكون ، يقال : قد تمسكن الرجل وتسكن ، إذا صار مسكينا ، وتمدرع وتدرع ، إذا لبس المدرعة . واختلف أهل اللغة في فرق ما بين الفقير : والمسكين ؛ فقال يونس بن حبيب : الفقير أحسن حالا من المسكين ، وقال : الفقير : الذي له بعض ما يقيمه ، والمسكين : الذي لا شيء له ، واحتج بقول الشاعر [6] : < شعر > أما الفقير الذي كانت حلوبته * وفق العيال فلم يترك له سبد < / شعر > فقال : ألا ترى أنه قد أخبر أن لهذا الفقير حلوبة ، وقال : قلت لأعرابي : أفقير
[1] ديوانه ، ص 424 . [2] سورة البقرة : الآيات 149 - 150 . [3] البيت لقيس بن خويلد الهذلي ، شرح أشعار الهذليين 607 . [4] لم أهتد إليه . [5] لم أهتد إليه . [6] البيت للراعي ، ديوانه ، ص : 55 ، والسبد : الشعر .