آخرون : لبيك معناه : اتجاهي إليك ، وقالوا : هو مأخوذ من قولهم : داري تلبّ دارك ، أي تواجهها . وقال آخرون : لبيك ، معناه : محبتي لك ، قالوا : وهو مأخوذ من قولهم : امرأة لبّة ، إذا كانت محبّة لولدها ، عاطفة عليه . قال الشاعر : < شعر > وكنتم كأمّ لبّة طعن ابنها * إليها فما ودّت إليه بساعد [1] < / شعر > وقولهم : لبّيك إنّ الحمد والنعمة لك قال أبو بكر : فيه وجهان : لبّيك إنّ الحمد والنعمة لك ، ولبّيك أنّ الحمد والنعمة لك ، فمن كسرها جعلها مبتدأة ، وحمّله على معنى : قلت إن الحمد ، ومن قال : لبيك أن الحمد ، قال : فتحت أن على معنى : لبيك لأن الحمد لك وبأنّ الحمد لك . فموضع أنّ خفض من قول الكسائي بإضمار الخافض ، وموضعها من قول الفراء نصب بحذف الخافض . وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : الاختيار لبيك إنّ الحمد والنعمة لك ، بكسر إن ، وقال : هو أجود معنى من الفتح ؛ لأن الذي يكسر ( إن ) يذهب إلى أن المعنى : إن الحمد والنعمة لك على كل حال ، والذي يفتح ( أنّ ) يذهب إلى أن المعنى : لبيك لأن الحمد لك ، أي لبيك لهذا السبب ، فالاختيار : الكسر ؛ لأن المعنى : لبيك لكل معنى ، لا لسبب دون سبب . قال أبو العباس : هذا بمنزلة قول النابغة [2] : < شعر > فتلك تبلغني النّعمان إنّ له * فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد < / شعر > قال : يجوز فتح إن وكسرها ؛ فمن كسرها جعلها ابتداء ، ومن فتحها أراد : فتلك تبلغني النعمان ؛ لأن له فضلا وبأن له فضلا . وقال : لا يجوز في بيت الأعشى [3] إلا الكسر : < شعر > ودّع هريرة إنّ الركب مرتحل * وهل تطيق وداعا أيها الرجل < / شعر > لأنه ابتدأ إخباره فقال : إن الركب مرتحل ، ولم يرد : ودعها لارتحال الركب . ويجوز : لبّيك إن الحمد والنعمة لك ، برفع النعمة ، على أن تضمر لاما تكون خبرا ،