< شعر > غنينا زمانا بالتصعلك والغنى * فكلا سقاناه بكأسيهما الدّهر < / شعر > أراد : بالفقر والغنى . وقولهم في أسمائه : الواسع كقوله : * ( والله واسِعٌ عَلِيمٌ ) * [1] . قال أبو بكر : الواسع معناه في كلامهم : الكثير العطايا الذي يسع لما يسأل - عز وجل - ، هذا قول أبي عبيدة . ويقال الواسع : المحيط بعلم كل شيء ، من قوله عز وجل : * ( وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ) * [2] ، معناه : أحاط بكل شيء علما . قال أبو زبيد [3] : < شعر > حمّال أثقال أهل الودّ آونة * أعطيهم الجهد مني بله ما أسع < / شعر > معناه : أعطيهم ما لا أجده إلا بجهد ، فدع ما أحيط به وأقدر عليه . وفي بله ثلاثة أقوال : يروى عن جماعة من أهل اللغة أنهم قالوا : معنى بله : على ، واحتجوا بقول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « إني أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ذخرا بله اطلعتم عليه » . وقال الفراء : معنى بله : فدع ما اطلَّعتهم عليه . ويقال : هي بمعنى : كيف . وقال الفراء : العرب تنصب ببله ، وتخفض بها ، وأنشد في الخفض يصف السيف : < شعر > تدع الجماجم ضاحيا هاماتها * بله الأكفّ كأنّها لم تخلق [4] < / شعر > فخفض هذا ببله . وقال الآخر [5] في النصب : < شعر > تمشي القطوف إذا غنّى الحداة بها * مشي الجواد فبله الجلَّة النّجبا < / شعر > فنصب ببله على معنى : فدع الجلة النجبا . وقال الفراء : من خفض بها جعلها بمنزلة : على ، وما أشبهها من حروف الخفض ، ومن نصب بها جعلها بمنزلة دع .
[1] سورة البقرة : آية 247 . [2] سورة طه : آية 98 . [3] ديوانه ، ص 109 . [4] البيت لكعب بن مالك ، ديوانه ، ص 245 . [5] البيت لابن هرمة ، ديوانه ، ص 57 .