شيء . وقال قتادة : القيوم : القائم على خلقه بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم . وقال الكلبي : الذي لا بديل له . وقال أبو عبيدة : القيوم : القائم على الأشياء . قال الشاعر : < شعر > إنّ ذا العرش للَّذي يرزق النا * س وحيّ عليهم قيّوم [1] < / شعر > وفي القيوم ثلاث لغات : القيّوم والقيّام ، وبه قرأ عمر بن الخطاب - رضي اللَّه عنه - والقيّم ، وكذلك هو في مصحف ابن مسعود ، وروي عن علقمة [2] . فالقيوم : الفيعول أصله : القيووم ، فلما اجتمعت الياء والواو ، والسابق ساكن ، جعلتا ياء مشددة ، والقيّام : الفيعال ، أصله القيوام ، فلما اجتمعت الياء والواو ، والسابق ساكن ، جعلتا ياء مشددة . وقال الفراء : أهل الحجاز يصرّفون الفعّال إلى الفيعال ، فيقولون للصوّاغ : الصيّاغ . وأما القيّم فإن الفراء وسيبويه اختلفا فيه ، فأما سيبويه فقال : القيم : وزنه الفيعل ، وأصله القيوم ، فلما اجتمعت الياء والواو ، والسابق ساكن ، أبدلوا من الواو ياء ، وأدغموا فيها التي قبلها ، فصارتا ياء مشددة ، وكذلك قال في سيد وجيد وميت وهين ولين وما أشبهه ، فهو فيعل أصله : ميوت وسيود وجيود وهيون . وأنكر الفراء هذا ، وقال : ليس في أبنية العرب فيعل ، إنما هو فيعل مثل : ضيزن وخيفق وضيغم . وقال في : قيّم وسيّد وجيّد ، هذا من الفعل فعيل ، أصله : قويم وسويد وجويد ، على وزن كريم وظريف ، فكان يلزمهم أن يجعلوا الواو ألفا لانفتاح ما قبلها ، ثم يسقطوها ، لسكونها وسكون الياء التي بعدها ، فلما فعلوا ذلك صار فعيل على لفظ فعل ، فزادوا ياء على الياء ليكمل بها بناء الحرف ، والحيّ أصله : الحيو ، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن ، جعلتا ياء مشددة . وقولهم في أسمائه عز وجل : الحليم المقيت قال أبو بكر : الحليم معناه في كلامهم : الذي لا يعجل بالعقوبة ، يقال : حلمت عن الرجل أحلم عنه حلما : إذا لم أعجل عليه ، قال جرير [3] :
[1] القرطبي 3 / 272 ، بلا عزو . [2] علقمة بن قيس النخعي ، تابعي ، توفي سنة 62 ه . [3] غير موجود في ديوانه .