responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 7


[ مقدمة المؤلف ] بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب الحمد للَّه القديم الدائم ، الذي ليس لقدمه ابتداء ، ولا لديمومته انتهاء ، الذي حجّت الألباب بدائع حكمه ، وخصت العقول لطائف حججه ، وقطعت عذر الملحدين عجائب صنعه ، وكلَّت الألسن عن تفسير صفته ، وانحسرت العقول عن كنه معرفته ، لا تحويه الأماكن ، ولا تحدّه لكبريائه الفكر ، محرّم على نوازع ثاقبات الفطن تحديده ، وعلى عوامق الفطر تكييفه ، وعلى غوائص سابحات النظر تصويره ، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه ، وعلى الأفهام أن تستغرقه ، قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ، وتراجعت بالصغر عن السمو إلى قدرته لطائف الخصوم ، واحد لا من عدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا بعمد ، صادق لا يكذب ، وعالم لا يجهل ، وعدل لا يجور ، وحيّ لا يموت ، ذو بهجة لا تفقد ، ونور لا يخمد ، ومواهب لا تنكد ، وعطايا لا تنفد ، وعزّ لا يذلّ ، وأيد لا تكلّ ، ودؤوب لا يملّ ، وحفظ لا يضلّ ، وصنع لا يقلّ ، الجبار الذي خشعت لجبروته الجبابرة ، والعزيز الذي ذلَّت لعزته الملوك الأعزّة ، والعظيم الذي خضعت له الصعاب في محل تخوم قرارها ، وأذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها ، مستشهدا بكل الأجناس على ربوبيته ، وبعجزها على قدرته ، وبحدوثها على فطرته ، ليس له حدّ منسوب ، ولا مثل مضروب ، ولا شيء عنه تعالى حده محجوب ، فألسن أدلته الواضحة هاتفة في أسماع عباده الواعية ، شاهدة أنه اللَّه الذي لا إله إلا هو ، الذي لا عدل له معادل ، ولا مثل له مماثل ، ولا شريك له مظاهر ، ولا ولد له ولا والد ، الذي خلق الخلائق بعلمه ، فاختار منهم صفوته فجعلهم أمناء على وحيه ، وخزنة على أمره ، وسفراء بينه وبين خلقه ، وجعلهم أمناء على وحيه ، وخزنة على أمره ، وسفراء بينه وبين خلقه ، وجعلهم دعاة إلى ما اتضحت لديهم صحته ، وثبت في القلوب حجته ، وأمدهم بعونه ، وأبانهم من سائر خلقه بما دلّ به على صدقهم من الأدلة ، وأيدهم من الحجج البالغة والآي المعجزة ، واستودعهم في أفضل مستودع ، وأقرهم في خير مستقر ، تناسخهم مكارم الأصلاب إلى مطهرات الأرحام ، حتى انتهت نبوة اللَّه ، وأفضت كرامته إلى نبينا محمد صلَّى اللَّه عليه وعلى آله الطاهرين ،

7

نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست