responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 8


فبعثه بالبرهان الواضح والبيان اللائح والكتاب الناطق والشهاب المتألق ، على حين فترة من الرسل ، وطموس من السبل ، ودروس من آثار الأنبياء ، والناس في عمى لا يعرفون معروفا فيأتوه ، ولا منكرا فيجتنبوه ، ففضّله صلى اللَّه عليه من الدرجات العلى ، ومن المراتب بالعظمى ، وحباه من أقسام كرامته بالقسم الأكرم ، وخصّه من درجات النبوة بالحظ الأجزل ، ومن الأتباع والأصحاب بالنصيب الأوفر ، فاستنقذ به الأشلاء المتفرقة ، وجمع به الأهواء المختلفة ، ودمغ به سلطان الجهالة ، وأخمد به نيران الضلالة ، حتى آض الباطل مقموعا ، والجهل والعمى مردوعا ، بشيرا ونذيرا ، وسراجا منيرا ، يبشّرا من أطاعه بالجنة وحسن ثوابها ، ويخوّف من عصاه بالنار وما حذّر من عقابها ، * ( لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا ويَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ ) * [1] ، فصدع صلى اللَّه عليه بما أمر ، وبلَّغ ما حمّل ، حتى أذعن للَّه بالربوبية ، وأقرّ له بالوحدانية ، فعاش كريما محمودا ، ومات موجعا مفقودا ، صلى اللَّه عليه وسلم وشرّف وكرّم وعظَّم .
قال أبو بكر : إنّ من أشرف العلم منزلة ، وأرفعه درجة ، وأعلاه رتبة ، معرفة معاني الكلام الذي يستعمله الناس في صلواتهم ، ودعائهم ، وتسبيحهم ، وتقربهم إلى ربهم وهم غير عالمين بمعنى ما يتكلمون به من ذلك . قال أبو بكر : وأنا موضّح في كتابي هذا ، إن شاء اللَّه ، معاني ذلك كله ، ليكون المصلي إذا نظر فيه ، عالما بمعنى الكلام الذي يتقرّب به إلى خالقه ، ويكون الداعي فهما بالشيء يسأله ربّه ، ويكون المسبّح عارفا بما يعظَّم به سيّده ، ومتبع ذلك تبيين ما تستعمله العوام في أمثالها ، ومحاوراتها من كلام العرب ، وهي غير عالمة بتأويله ، باختلاف العلماء في تفسيره وشواهده من الشعر ، ولن أخليه مما أستحسن إدخاله فيه من النحو والغريب واللغة والمصادر ، والتثنية ، والجمع ، ليكون مشاكلا لاسمه ، إن شاء اللَّه . أسأل اللَّه المعونة على ذلك والتوفيق للصواب .
فأوّل ما أبدأ به من ذلك قول الناس في ثنائهم على ربّهم : [ * ( حَسْبُنَا الله ) * ]



[1] سورة يس : آية 70 .

8

نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست