ويقال : سننت الحجر على الحجر إذا حككته عليه ، ويقال للذي يخرج من بينهما : سنين ، قال اللَّه تبارك وتعالى : * ( مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) * [1] ، فيقال : المسنون : المحكوك ، ويقال : هو المخروط ، ويقال : هو المنتن . وقولهم : أنا مؤمن بوحي اللَّه عز وجل قال أبو بكر : الوحي : ما يوحيه اللَّه تعالى إلى أنبيائه ، سمي وحيا لأن الملك ستره عن جميع الخلق وخص به النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم المبعوث إليه . قال اللَّه تعالى : * ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) * [2] ، فمعناه : يسرّ بعضهم إلى بعض ، فهذا أصل الحرف . ثم يكون الوحي بمعنى : الإلهام ، كقوله عز وجل : * ( وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) * [3] ، أراد : ألهمها . وكقوله : * ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ) * [4] ، أراد : ألهمها . وكقول علقمة بن عبدة [5] : < شعر > يوحي إليها بإنقاض ونقنقة * كما تراطن في أفدانها الروم < / شعر > ويكون الوحي بمعنى الأمر ، كقوله عز وجل : * ( وإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ ) * [6] ، أراد : أمرتهم . ويكون بمعنى : الإشارة ، كقوله عز وجل : * ( فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وعَشِيًّا ) * [7] ، أراد : أشار إليهم . ويكون بمعنى : الكتابة ، كقول جرير [8] : < شعر > عرفت الدار بعد بلى الخيام * سقيت نجيّ مرتجز ركام كأنّ أخا اليهود يخطَّ وحيا * بكاف في منازلها ولام < / شعر >
[1] سورة الحجر : آية 26 ، 28 . [2] سورة الأنعام : آية 112 . [3] سورة النحل : آية 68 . [4] سورة الزلزلة : الآيتان 4 ، 5 . [5] ديوانه 62 ، وتراطن الروم : ما لا يفهم من كلامهم ، والأفدان : جمع فدن وهو القصر . [6] سورة المائدة : آية 111 . [7] سورة مريم : آية 11 . [8] ديوانه 197 . وفيه : نجاء . وكذا في ك . وجاء في شرحه : ( عمارة كان يقول : نجي ، والنجي والنجاء والنجو واحد وهو الغيث . والمرتجز : الراعد . والركام : المتراكم ) .