فأخذوا شفرة فقطعوا ذلك الموضع ، فيئس من نفسه ، فقال [1] : < شعر > أجارتنا إن الحتوف تنوب * على الناس كلّ المخطئين تصيب أجارتنا إن تسأليني فإنّني * مقيم لعمري ما أقام عسيب كأني وقد أدنوا لحزّ شفارهم * من الصبر دامي الصفحتين نكيب < / شعر > عسيب : جبل . ودامي الصفحتين نكيب : بعير أو حمار . ثم مات فدفن إلى جانب عسيب ، وهو جبل يقرب من المدينة ، فقبره هناك معلما . وقولهم : قد بكى فلان فلانا بأربعة قال أبو بكر : معناه : بأربعة أمواق في كل عين ماقان ، فحذفت الأمواق ؛ لبيان معناها عندهم . قالت امرأة من العرب ترثي بنين لها : < شعر > لا أفتأ الدهر أبكيهم بأربعة * ما اجترّت النيب أو حنّت إلى بلد [2] < / شعر > والماق : طرف العين الذي يلي الأنف ، وفيه لغات : مأق ومأق وماق بغير همز ومؤق وموق وأمق وموقئ . فمن قال : مؤق ومأق ، قال في الجمع : آماق . ومن قال : ماق وموق ، قال في التثنية : ماقيان وموقيان . وفي الجمع : مواق . والذي يضم القاف يقول في التثنية : ماقان وموقان . والذي يقول : أمق ، يقول في الجمع أمآق . والذي يقول : موقئ . يقول في الجمع : مواقئ . قال الشاعر [3] : < شعر > أتزعمها تصوّب مأقييها * غلبتك والسماء وما بناها < / شعر > وقال الآخر : < شعر > والخيل تطعن أزّا في مآقيها < / شعر > وطرف العين الذي يلي الصدغ يقال له : لحاظ ، وجمعه : ألحظة ولحظ . والعظمان المشرفان على غار العين يقال لهما : حجاجان . والفجوتان حول العينين يقال لهما : محجران ، قال الشاعر :
[1] الكامل 1225 وجمهرة الأمثال 1 / 272 مع خلاف في ترتيب الأبيات . [2] لم أقف عليه . [3] مزاحم العقيلي ، ديوانه 23 ( لندن ) 130 ( القاهرة ) وفيهما : أتحسبها .