في الياء التي بعدها ، فصارتا ياء مشددة ، وكسروا ما قبل الياء لتصح . ويقال : سرّيّة وسرّيّة ، بالضم والكسر ، وفي الجمع : سراري وسرار بتثقيل الياء وتخفيفها ، فمن ثقلها أثبتها في الخط ، ومن خففها حذفها ؛ لسكونها وسكون التنوين في الرفع والخفض ، فأما باب النصب فإنها ثابتة فيه في الخط على اللغتين كلتيهما ، كقولهم : رأيت سراري فلان وسراري . وكذلك مع الألف واللام تثبت في المذهبين جميعا كقولهم : رأيت السّراري وقام السّراري ومررت بالسّراري . ومثلهن : القماري والدناسي والذّراري والأماني . وقولهم : قد عدا فلان ملء فروجه قال أبو بكر : أخبرني أبي - رحمه اللَّه - عن أحمد بن عبيد قال : قال أبو زيد الأنصاري : العرب تقول : جرت الدابة ملء فروجها ، وفروجها : ما بين قوائمها ، فالفروج رفع بملء . ويقال في المذكر : جرى الفرس ملء فروجه ، وهي : ما بين قوائمه ، أي : من شدة إسراعه في الجري امتلأ ما بين قوائمه بالغبار والتراب . والعرب تسمي ما بين القوائم : خواء ، وكذلك يسمون كل فرجة بين شيئين ، أنشدني أبي - رحمه اللَّه - قال : أنشدنا الطوسي لبشر بن أبي خازم [1] في صفة فرس : < شعر > نسوف للحزام بمرفقيها * يسدّ خواء طبييها الغبار < / شعر > يعني أن الفرس من شدة إسراعها يرتفع الغبار فيسد ما بين طبييها . ويقال : قد خوّى البعير إذا تجافى عن الأرض في بركه ، قال العجاج [2] : < شعر > خوّى على مستويات خمس * كركرة وثفنات ملس < / شعر > ويروى عن البراء [3] أنه سئل عن صلاة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم ، فرفع عجيزته وخوّى . فمعناه : أنه تجافى عن الأرض ، والعجيزة أصلها للمرأة ، ثم تستعمل للرجل بمعنى العجز . ويروى عن البراء أنه قال : كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم « إذا سجد جخّى بمرفقيه عن جنبيه » [4] ،