الجمانة : اللؤلؤة . وقوله : سل نظامها ، معناه : انسلَّت من خيطها وسقطت من بين اللؤلؤ فكان ذلك أبين لضوئها . وقال طرفة [1] : < شعر > وتبسم عن ألمي كأنّ منوّرا * تخلَّل حرّ الرمل دعص له ندي < / شعر > أراد بالمنور النبات الذي قد ظهر نوره ، ونوره ونوّاره : زهرة الأبيض منه . وقولهم : امرأة أرملة قال أبو بكر : الأرملة التي مات عنها زوجها ، سميت أرملة ؛ لذهاب زادها وفقدها كاسبها ، ومن كان عيشها صالحا به . من قول العرب : قد أرمل الرجل ، إذا ذهب زاده . وكذلك أقتر وأنفض وأقوى ، أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي لابن محكان [2] : < شعر > ومرملو الزاد معنيّ بحاجتهم * من كان يرهب ذما أو يقي حسبا < / شعر > وفي حديث أم معبد [3] : « أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه طلبوا منها لحما وخبزا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مشتين » [4] . فالمرملون قد مضى تفسيرهم ، والمشتون الداخلون في الشتاء ، والشتاء عند العرب وقت الجدب . قال الشاعر [5] : < شعر > إذا نزل الشتاء بجار قوم * تجنّب جار بيتهم الشتاء < / شعر > أي : مجاورهم يأمن الجدب ؛ لكرمهم وأفضالهم عليه . ولا يقال للرجل إذا ماتت امرأته : أرمل ، إلا في شذوذ وقلة من الكلام ، لأن الرجل لا يذهب زاده بموت امرأته إذ لم تكن قيّمة عليه ، وهو قيم عليها تلزمه عيلولتها ومؤونتها والإنفاق عليها ، ولا يلزمها شيء من ذلك . وقال ابن قتيبة : إذا قال الرجل قد أوصيت بمالي للأرامل وأوصي بمالي
[1] ديوانه 9 . وحر الرمل : أكرمه وأحسنه . [2] شرح ديوانه الحماسة ( م ) 1565 . [3] عاتكة بنت خالد الخزاعية . ( ينظر : المحبر 410 ، أمتاع الأسماع 1 / 43 ) . [4] الفائق 1 / 94 . وفي الأصل : مرملين مسنتين . وهي رواية أخرى ، ينظر : غريب الحديث لابن قتيبة 1 / 317 . [5] الحطيئة ، ديوانه 102 .