إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوّذات وتفل أو نفث » [1] . قال الشاعر [2] : < شعر > فإن يبرأ فلم أنفث عليه * وإن يفقد فحقّ له الفقود < / شعر > وقولهم : الصيف ضيّعت اللَّبن قال أبو بكر : معناه : طلبت الشيء في غير وقته . وذلك أن الألبان تكثر في الصيف ، فيضرب هذا مثلا للرجل يترك الشيء وهو ممكن ، ويطلبه وهو معتذر . وحدثني أبي - رحمه اللَّه - قال : حدثنا أبو بكر العبدي ، وأحمد بن عبيد قالا : حدثنا ابن الأعرابي عن المفضل قال : تزوج عمرو بن عمرو - بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم بن مالك بن حنظلة - ابنة عمه دختنوس - بنت لقيط بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم - وقد كان أسن ، فأبغضته ، فاشتد بغضها له . وكان أكثر قومه مالا ، وأعظمهم شرفا ، فلم تزل تولع به وتهجره ، وكانت شاعرة ، حتى طلقها ، فتزوجها بعده عمير بن معبد بن زرارة ، وهو ابن عمها ، وكان شابا قليل المال ، فمرت بها إبل عمرو ، وكأنها الليل من كثرتها ، فقالت لخادمتها : ويلك انطلقي إلى أبي شريح ، فقولي له ، فليسقنا من اللبن ، فانطلق الرسول إليه ، فقال له : إن ابنة عمك دختنوس تقرأ عليك السلام وتقول لك : اسقنا من اللبن ، فقال : للرسول : قل لها : الصيف ضيعت اللبن ، فأرسلها مثلا . وبعث إليها بلقوحين وراوية من لبن ، فأتاها الرسول فقال لها : أن أبا شريح أرسل إليك بهذا وهو يقول : الصيف ضيعت اللبن . فقالت ، - وعندها عمير - وحطأت بين كتفيه : هذا ومذقة خير . فأرسلتها مثلا . يضرب للشيء القليل المعجب الموافق للمحبة دون الكثير المنقص . قال أبو بكر : وقال لي أبي - رحمه اللَّه - قال لي العبدي : عدس ، وقال لي أحمد بن عبيد : عدس . وأخبرنا أبو