نظرت إليها كان أحرى أن يؤدم بينكما ) ، أي : يجمع بينكما على اتفاق ورضى . وقولهم : هو من قومي قال أبو بكر : قال الفراء : القوم في كلام العرب : رجال لا امرأة فيهم . وكذلك الملأ ، والنفر ، والرهط ، فإذا قال القائل : هو من قومي ، أراد : من رجالي الذين أفخر بهم . يدل على صحة هذا القول قول الشاعر [1] : < شعر > وما أدري وسوف إخال أدري * أقوم آل حصن أم نساء < / شعر > فإن احتج محتج بقوله جل وعلا : * ( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِه ) * [2] ، فقال : أرسل إلى الرجال دون السناء ، قيل له : إرسال اللَّه إياه إلى الرجال والنساء ، إلا أنه اكتفى بذكر الرجال من ذكر النساء ، لأن الغالب على النساء ابتاع الأزواج ، فكان ذكرهم يكفي من ذكرهن . وقال أبو عبيدة : الملأ بالقصر والهمز : الرؤساء والأشراف ، واحتج بقوله تبارك وتعالى : * ( ألَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ ) * [3] ، وبالحديث الذي يروى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « أنه سمع رجلا من الأنصار بعد وقعة بدر يقول : إنما قتلنا عجائز صلعا ، فقال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : أولئك الملأ من قريش ، لو احتضرت فعالهم احتقرت فعالك مع فعالهم » [4] . وقال كعب بن مالك [5] : < شعر > فدونك واعلم أنّ نقض عهودنا * أباه الملا منّا الذين تبايعوا أباه البراء وابن عمرو كلاهما * وأسعد يأباه عليك ورافع < / شعر > فإنما أوقع الملأ على سادة ، وترك همزة الملأ ، لضرورة الشعر ، وحقه الهمز . والملا الذي لا يهمز : المتسع من الأرض ، كقول الشاعر :
[1] زهير . ديوانه 73 . [2] سورة نوح : آية 1 . [3] سورة البقرة : آية 246 . [4] النهاية 4 / 351 . [5] ديوانه 219 .