أو السير ، يقال : مر يذمي ذماء ، ممدود أيضا . والذّمي : الريح المنتنة ، مقصور يكتب بالياء ، يقال : ذمته ريح الجيفة تذميه ذميا . أنشدنا أبو العباس لخداش بن زهير [1] : < شعر > سيخبر أهل وجّ من كتمتم * وتذمي من ألمّ بها القبور < / شعر > ومن الإبداد حديث أم سلمة : أنّ مساكين سألوها فقالت لخادمها : أبدّيهم تمرة تمرة [2] . وقال رجل من العرب : إنّ لي صرمة ، أمنح منها وأطرق وأبدّ وأفقر وأقرن [3] . فالصّرمة : القطعة من الإبل ، وأمنح : أهب ألبانها ، وأطرق : أعطي الفحل منها القوم يضرب في إبلهم ، وأبد : أفرق منها ، وأفقر : أعير بعضها وأهبه ، فيركب من فقار ظهره ، وأقرن : أضم البعير إلى البعير ، فأهبهما أو أعيرهما . وقولهم : الخضر عبد صالح من صالحي عبيد اللَّه قال أبو بكر : قال أهل العربية : هو الخضر - بفتح الخاء وكسر الضاد - . واختلف في العلَّة التي من أجلها سمى خضرا ، فيروى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم أنه قال : « جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتزّ من تحته خضراء » [4] . وأخبرنا أحمد بن الحسين أبو جعفر قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا عبيد اللَّه بن موسى ، والفضل بن دكين ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان إذا صلَّى في موضع اخضرّ ما حوله . وأخبرنا أحمد قال : حدثنا عثمان قال : حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، قال : إنما سمي الخضر خضرا ؛ لأنه كان إذا جلس اخضر ما حوله وقال آخرون ، إنما سمي خضرا ؛ لحسنه وإشراق وجهه ؛ لأن العرب تسمى الحسن المشرق المقتبل خضراء ، تشبيها بالنبات
[1] المقصور والممدود للقالي 93 . وخداش ، من شعراء قيس في الجاهلية . ( الشعر والشعراء 645 ، اللآلي 701 ) . [2] النهاية 1 / 105 . [3] غريب الحديث 4 / 239 . [4] الإصابة 2 / 287 .