< شعر > تمنّى كتاب اللَّه أول ليله * تمنّي داود الزّبور على رسل < / شعر > والمعنى الثالث : تمنّى : كذب ، ووضع حديثا لا أصل له ، قال الفراء : قال رجل لابن دأب ، وهو يحدّث : أهذا شيء رويته أم شيء تمنّيته ؟ ، فمعناه : افتعلته لا أصل له . وقال اللَّه جل وعلا : * ( لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ ) * [1] ، أراد : إلا أنّهم يتمنّون على اللَّه الباطل . ويقال : الأماني : معناها التلاوة . ويقال : هي الأحاديث المفتعلة الموضوعة . وفي الأماني لغتان ، يقال : هي الأمانيّ بالتشديد ، وهي الأماني بالتخفيف ، قال كعب بن زهير [2] : < شعر > فلا يغرّنك ما منّت وما وعدت * إنّ الأمانيّ والأحلام تضليل < / شعر > وقال جرير [3] : < شعر > تراغيتم يوم الزّبير كأنّكم * ضباع بذي قار تمنّى الأمانيا < / شعر > وقولهم : قد أشكل عليّ الأمر قال أبو بكر : معناه : قد اختلط بغيره . والأشكل عند العرب : اللونان المختلطان ، قال الشاعر [4] : < شعر > فما زالت القتلى تمور دماؤها * بدجلة حتى ماء دجلة أشكل < / شعر > والشّكلة : حمرة تخالط بياض العين ، فإذا خالطت السواد فهي شهلة ، قال الشاعر : < شعر > لا عيب فيها غير شكلة عينها * كذاك عتاق الطير شكلا عيونها [5] < / شعر > وأخبرنا أبو العباس قال : يقال : أشكل عليّ الأمر ، واشتكل وأحكل واحتكل ، بمعنى .
[1] سورة البقرة : آية 78 . [2] ديوانه 9 . [3] أخل به ديوانه . [4] جرير ، ديوانه 143 . [5] بلا عزو في غريب الحديث 3 / 28 .