الهاوية ، وهما من أسماء جهنم ، سميت بالهاوية ؛ لتسفّلها ، وسميت بالحطمة ؛ لكسرها ما يقع فيها . وقولهم : قد تعاطى فلان كذا وكذا قال أبو بكر : معناه : قد تناوله وأخذه ، من قول العرب : قد عطوت أعطو عطوا ، إذا تناولت ، قال امرؤ القيس [1] : < شعر > وتعطو برخص غير شثن كأنّه * أساريع ظبي أو مساويك إسحل < / شعر > معناه : وتتناول هذه المرأة ببنان رخص غير خشن ، كأنه أساريع ظبي . ظبي : اسم كثيب ، والكثيب : الجبيل من الرمل . وأساريعه : دوابّ يكنّ فيه ، يشبهن العظاء ، وواحد الأساريع : أسروع ، يقال : يسروع ويساريع بهذا المعنى . وأخذه ذو الرمة من امرىء القيس فقال : < شعر > خراعيب أملود كأنّ بنانها * بنات النّقا تخفى مرارا وتظهر < / شعر > الخراعيب : الأغصان ، والأملود : نبات ناعم يتثنى ، وبنات النقا : دوابّ يكنّ في الرمل يشبهن العظاء ، والنقا من الرمل : تثنيته نقوان ونقيان ، والإسحل : شجر له أغصان دقاق ، تتخذ منها المساويك ، فشبه البنان بها في دقتها . والبنان : أطراف الأصابع ، ويقال : البنان : الأصابع بعينها ، قال اللَّه جل اسمه : * ( واضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ ) * [2] ، وقال عنترة [3] : < شعر > عهدي به شدّ النّهار كأنّما * خضب البنان ورأسه بالعظلم < / شعر > وأنشدنا أبو العباس بيتا - يشبه بيت ذي الرمة ، وبيت امرىء القيس - : < شعر > وكفّ كعوّاد النقا لا يضيرها * إذا برزت أن لا يكون خضاب [4] < / شعر >
[1] ديوانه 17 . [2] سورة الأنفال : آية 12 . [3] ديوانه 213 وفيه : خضب اللبان : أي الصدر . ولا شاهد فيه على هذه الرواية . وشد النهار : ارتفاعه . والعظلم : شجر . [4] لم أقف عليه .