أراد بالقنا : القامات . وأخبرنا أبو العباس قال : القنا في غير هذا : الرماح ، وكل خشبة هي عند العرب : قناة وعصا ، وأنشدنا للأسود بن يعفر [1] : < شعر > وقالوا شريس قلت يكفي شريسكم * سنان كنبراس النّهامي مفتّق نمته العصا ثم استمرّ كأنّه * شهاب بكفّي قابس يتحرّق < / شعر > نمته : رفعته ، يعني السنان . والنبراس : السراج . والنّهامي في قول ابن الأعرابي : الراهب ، وقال الأصمعي : النهامي : النجار ، والمنهمة : موضع النجارة . وقولهم : ما مقلت عيني مثل فلان قال أبو بكر : معناه : ما رأت ولا نظرت ، وهو فعلت من المقلة ، والمقلة : الشحمة التي تجمع سواد العين وبياضها ، والحدقة : السواد دون البياض ، قال الشاعر : < شعر > لها مقلتا حوراء طلّ خميلة * من الوحش ما تنفكّ ترعى عرارها [2] < / شعر > أراد : لها مقلتا ظبية حوراء ، ما تنفك ترعى خميلة طلّ عرارها . ويقال : مقلت الشيء في الماء ، إذا غمسته فيه . ويقال : الرجلان يتماقلان في الماء ، أي : يتغاطان فيه . جاء في الحديث : « إذا سقط الذباب في الطعام فامقلوه ، ثم انقلوه ، فإنّ في أحد جناحيه سمّا ، وفي الآخر شفاء ، وإنه يقدّم السّمّ ، ويؤخّر الشفاء » [3] . فمعنى فامقلوه : فاغمسوه ليخرج الشفاء ، كما أخرج الداء . والمقلة : الحصاة التي يقدر بها الماء إذا قلّ ، ولم يكد يوجد ، فتؤخذ الحصاة ، فتجعل في الإناء ، ويصبّ عليها من الماء ما يغمرها ، ويجعل ذلك حصة لكل إنسان ، وإنما يفعل ذلك في المفاوز ، التي إذا وجد فيها اليسير من الماء لم يرو القوم الواردين عليه ، فيقتسمونه بالحصص ، ويجعلون العلامة : علوّ الماء الحصاة .
[1] ديوانه 51 . [2] بلا عزو في شرح القصائد السبع 141 . والخميلة الرملة المنبتة ، والعرار : نبات له نور أبيض طيب الريح . [3] غريب الحديث 2 / 215 . تأويل مختلف الحديث 228 .